ما هو العلاج الهرموني البديل؟
العلاج الهرموني البديل يعني ما يشير إليه الاسم تماما،
أي استبدال الهرمونين اللذين ينتجهما المبيضان، الأستروجين والبروجسترون، واللذين
يتوقف الجسم عن إفرازهما عند توقف المبيضين عن العمل بحلول سن اليأس.
لم اللجوء إلى العلاج الهرموني البديل؟
يعد العلاج الهرموني البديل هو العلاج الأنسب لمعالجة
أعراض نقص الأستروجين. وتشمل الأعراض الأكثر شيوعا الهبات الساخنة والتعرق ليلا،
كما يعاني كثير من النساء من حدوث جفاف مهبلي وتكرار الحاجة الملحة إلى التبول.
كما تستفيد النساء المعرضات للإصابة بهشاشة العظام من هذا العلاج، ولكن باتت تتوفر
اليوم علاجات أخرى غير هرمونية ناجحة أيضا.
منذ متى يتوفر العلاج الهرموني البديل؟
يظن الكثير من النساء أن العلاج الهرموني البديل اختراع
جديد، غير أنه توجد نصوص مكتوبة حول هذا الأمر تعود إلى حقبات مختلفة، فالمصريون
القدماء مثلا سعوا للتوصل إلى أساليب تؤمن بعضا من الراحة. وأما الوصفة الأولى
الموثقة للعلاج الهرموني البديل، فتعود إلى عام 1896، حين وصف طبيب نسائي ألماني
علاجا مبيضيا» لامرأة في ال23 من العمر استئصل مبيضيها.
غير أن الاختبارات الأولية لهذا النوع من العلاج لم
تحقق نتائج جيدة، لأن الأستروجين الطبيعي لا يمتص جيدا لدى تناوله فمويا. ولكن
الدراسات أظهرت أن الأستروجين المقترن، وهو مزيج من عدة أنواع الأستروجين يتم
استخراجه من بول الفرس الحامل أكثر فعالية عند تناوله فمويا.
وسرعان ما ظهر العلاج بالهرمونات البديلة وبات متوفرة
بشكل تجاري على نطاق واسع. وعلى مر السنوات، تمكن الإنسان بفضل التطور العلمي من
إنتاج الأستروجين البشري الطبيعي. ومعظم أنواع العلاجات ببدائل الهرمون الحالية
تحتوي على أستروجين لا يمكن تمييزه عن الأستروجين الطبيعي الذي ينتجه المبيضان.
أنوثة إلى الأبد؟
في ستينيات القرن الماضي، أصدر روبرت ويلسون كتابه
المثير اللجدل «أنوثة إلى الأبد»، وساهم الكتاب في ازدياد الإقبال على تلقي العلاج
الهرموني البديل.
فقد اعتبر ويلسون أن انقطاع الطمث مرض ناتج عن نقص
الأستروجين، ولا بد من معالجته بواسطة الأستروجين لتفادي الإصابة بالشيخوخة. وساهم
ذلك في الترويج لأسطورة أن الأستروجين هو إكسير الحياة المخلص من آثار التقدم في
السن.
أثر الدراسات على العلاج الهرموني البديل
الا يكاد يمر شهر من دون ورود خبر جديد في وسائل
الإعلام عن العلاج الهرموني البديل، وتتناول معظم تلك الأخبار المخاطر المحتملة
لهذا العلاج أكثر من فوائده.
ونذكر من أبرز الدراسات «دراسة استبدال الأستروجين
البروجيستوجين» ودراسة «مبادرة الصحة النسائية في الولايات المتحدة. فقد اختيرت
نصف النساء المشاركات في الدراستين بشكل عشوائي لتلقي العلاج بالهرمونات، في حين
تلقى النصف الآخر دواء وهميا.
ولم تعلم المشاركات أو الباحثون أي امرأة تتبع العلاج
وأي منهن تتناول أقراصا وهمية، في ما يعرف بالتجارب السريرية المعشاة التي تعتبر
«المعيار الذهبي» للتجارب الهادفة إلى إظهار علاقة «السبب والتأثير» بين حالة طبية
محددة والعلاج.
ولكن الدراسات التي تعتمد على المراقبة قد تكون مضللة
أحيانا، مثل الدراسة البريطانية «مليون امرأة» التي زعمت أن العلاج الهرموني
البديل يضاعف من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وتتناقض هذه النتائج مع الدراسات التي
يستخدم فيها العلاج الوهمي
القلب ودراسة استبدال الأستروجين/البروجيستوجين
أجريت هذه الدراسة لمراجعة تأثير العلاج الهرموني
البديل على نسبة تكرار الإصابة بأمراض القلب لدى النساء اللواتي عانين من أمراض
قلب في السابق. وشملت 2763 امرأة ما بعد انقطاع الطمث، بلغ معدل أعمارهن 67 سنة،
ولم تخضع أي منهن لعملية استئصال للرحم.
أعطيت نصف النساء المشاركات الأستروجين والبروجيستوجين
يوميا، فيما حصل النصف الآخر على الدواء الوهمي. وأظهرت الدراسة أن تناول
الأستروجين والبروجيستوجين حتى اربع سنوات لم يمنع الإصابة بالمزيد من النوبات
القلبية أو الأمراض الناجمة عن أمراض القلب، على الرغم من الآثار الإيجابية للعلاج
الهرموني البديل على الكولستيرول.
في السنة الأولى للدراسة، لوحظ ارتفاع عدد الإصابات
بأمراض القلب لدى النساء اللواتي يتبعن العلاج الهرموني البديل مقارنة بالمجموعة
التي تستخدم العقار الوهمي، ولكن بعد مرور سنتين وأكثر، تراجعت الإصابات بأمراض
القلب في المجموعة الأولى. واعتبر الباحثون أن النتيجة لا تعني أن على النساء
البدء بتلقي العلاج الهرموني البديل للحماية من أمراض القلب، ولكن يمكنهن
الاستمرار في استخدامه إن كن قد بدأن به قبل الإصابة بالمرض والاستمرار به بعده.
ويعزى ذلك إلى الفوائد المحتملة للعلاج في الأمد البعيد.
العلاج الهرموني البديل: المخاطر والفوائد
حين تقررين ما إذا كنت ستخضعين للعلاج الهرموني البديل،
ينبغي أن تأخذي جميع المنافع والمخاطر التي تتلاءم مع حالتك في عين الاعتبار:
·
العمر
·
نوع العلاج
الهرموني البديل المستخدم - الأستروجين وحده أو الأستروجين / البروجيستوجين
·
كيفية تلقي العلاج
الهرموني البديل - عبر الفم أو على الجلد
·
جرعة بدائل
الهرمون- جرعة خفيفة أو جرعة عادية
·
المدة بعد انقطاع
الطمث
·
التاريخ الطبي
الشخصي
·
تاريخ العائلة
·
العلاج الهرموني
البديل
·
المخاطر
·
الفوائد
النقاط الأساسية
·
يهدف العلاج
الهرموني البديل إلى استعادة معدلات الهرمون الطبيعية باستخدام الأستروجين الطبيعي
في جرعات تحاكي معدل الكميات التي يتم إفرازها خلال الدورة الشهرية.
·
العلاج الهرموني
البديل ليس إكسيرا يحارب اثار الشيخوخة.
·
ينصح الكثير من
الأطباء في المملكة المتحدة باستخدام الإستراديول غير الفموي، وهو الأستروجين عينه
الذي ينتجه المبيضان طبيعيا.
·
يتعين إجراء
الكثير من الأبحاث للتوصل إلى النوع الأكثر فعالية والأكثر أمنا من العلاجات
ببدائل الهرمون.
·
اتخاذ القرار
بتلقي العلاج الهرموني البديل امر شخصي يستند إلى الموازنة الشخصية بين المخاطر
والفوائد المحتملة.
المصادر
1.
الدكتورة آن
ماكغريغر (2014 م) , سن اليأس والعلاج الهرموني البديل, ترجمة: هنادي مزبودي, المجلة
العربية.
2.
Santen RJ, Allred
DC, Ardoin SP, Archer DF, Boyd N, Braunstein GD, Burger HG, Colditz GA, Davis
SR, Gambacciani M, Gower BA, Henderson VW, Jarjour WN, Karas RH, Kleerekoper M,
Lobo RA, Manson JE, Marsden J, Martin KA, Martin L, Pinkerton JV, Rubinow DR, Teede
H, Thiboutot DM, Utian WH (July 2010). "Postmenopausal hormone therapy: an
Endocrine Society scientific statement". J. Clin. Endocrinol. Metab. 95 (7
Suppl 1): s1–s66. doi:10.1210/jc.2009-2509. PMC 6287288. PMID 20566620.
3.
Manson, JE;
Aragaki, AK; Rossouw, JE; Anderson, GL; Prentice, RL; LaCroix, AZ; Chlebowski,
RT; Howard, BV; Thomson, CA; Margolis, KL; Lewis, CE; Stefanick, ML; Jackson,
RD; Johnson, KC; Martin, LW; Shumaker, SA; Espeland, MA; Wactawski-Wende, J;
WHI, Investigators. (12 September 2017). "Menopausal Hormone Therapy and
Long-term All-Cause and Cause-Specific Mortality: The Women's Health Initiative
Randomized Trials". JAMA. 318 (10): 927–938. doi:10.1001/jama.2017.11217.
PMC 5728370. PMID 28898378.
تعليقات
إرسال تعليق