القائمة الرئيسية

الصفحات

البطالة أنواعها وأسبابها Unemployment


البطالة أنواعها وأسبابها Unemployment


البطالة Unemployment 

عكف الاقتصاديون وصانعوا القرار السياسي على فهم أسباب البطالة ،والبحث عن معالجات لغرض تخفيض معدلاتها أو القضاء عليها، لما لهذه الظاهرة من أثار سلبية عديدة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأفراد، ففي عالمنا المعاصر تمثل البطالة أحدى المشكلات الأساسية التي تواجه معظم دول العالم، باختلاف مستويات تقدمها وأنظمتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ،ولعل أسوء وأبرز تجليات الأزمات الاقتصادية التي تواجه الاقتصاد العالمي اليوم هي تفاقم مشكلة البطالة، أي التزايد المستمر في عدد الأفراد القادرين على العمل والراغبين فيه، والباحثين عنه دون أن يعثروا عليه.

كانت البطالة من قبل جزءاً من دورات الإعمال التي تصيب الاقتصادات الرأسمالية الكبرى بين الحين والأخر، بمعنى أنها تظهر مع ظهور الركود الاقتصادي العالمي وتختفي مع مرحلة الانتعاش، إما الآن فقد أصبحت البطالة وفق ما يزيد على ربع قرن مشكلة هيكلية، برغم من تحقق الانتعاش والنمو الاقتصادي.

 

أولاً: تعريف البطالة

هناك مجموعة من التعريفات لمفهوم البطالة فعرفت منظمة العمل الدولية العاطل عن العمــل:

أنه ذلك الفرد الذي يكون في سن العمل  فئة عمرية ما بين 64 -18 ، وهو قادر على العمل وراغب فيه ويبحث عنه عند مستوى الأجر السائد لكنه لا يجده.

كما عرّف آخرون البطالة بأنها: التوقف الإجباري لجزء من القوى العاملة في الاقتصاد عن العمل مع وجود الرغبة والقدرة على العمل.

ومن خلال هذه التعريفات يتضح أن ليس كل من لا يعمل يمكن اعتباره عاطلاً عن العمل، فنجد أذن أن كلا من  التلاميذ والمعاقين والمسنين والمتقاعدين ،ربات البيوت، السجناء، والعاطلين عن العمل الذين لا يبحثون عن عمل ، لا يمكن اعتبارهم عاطلين عن العمل.

 

 

ثانياً:معدل البطالة

عرف معدل البطالة  Unemployment rate  بأنه عدد الأفراد العاطلين لكل 100 من أفراد القوى العاملة.

 

القوى العاملة:  

قوة العمل لمجتمع ما،هي عدد السكان القادرين على العمل والراغبين فيه ،والذين يكونون في لحظة معينة أما عاملين فعليين أو عاطلين عن العمل من بداية مرحلة الشباب إلى سن التقاعد، ومن المتعارف عليه دولياً أن سن العمل هو 64 -15   أو سن القدرة على العمل، أي سن الدخول والخروج من سوق العمل.

 

 

ثالثاً: أنواع البطالة

1.       البطالة الاحتكاكية   Frictional Unemployment

وهي عبارة عن التوقف المؤقت عن العمل، بسبب الانتقال من وظيفة إلى أخرى، فهي إذن بطالة مؤقتة ناجمة عن تغيير الوظيفة، فيترك العامل عمله لينتقل إلى وظيفة أخرى، ويحدث هذا النوع من البطالة نتيجة لنقص المعلومات الكاملة لكل الباحثين عن فرص العمل وأصحاب الأعمال.

ويمكن أن نحدد الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذا النوع من البطالة فيما يلي:

أ‌-        الافتقار إلى المهارة والخبرة اللازمة لتأدية العمل المتاح.

ب‌-   صعوبة التكيف الوظيفي الناشئ عن تقسيم العمل والتخصص الدقيق.

ت‌-   التغير المستمر في بيئة الأعمال والمهن المختلفة، الأمر الذي يتطلب اكتساب مهارات  متنوعة ومتجددة باستمرار.

المعالجة:

    توفير المعلومات الكاملة من خلال بنوك معلومات الوظائف   ، job - banksالمرتبطة بأجهزة كمبيوتر مركزية  كما هو الحال في بعض البلدان المتقدمة.

 

 

2.      البطالة الهيكلية Structural Unemployment  

تعرف البطالة الهيكلية على أنها البطالة التي تنشأ بسبب التغيرات الديناميكية للاقتصاد  مثل التغير التكنولوجي ، وكذلك بسبب إحلال الآلة محل العنصر البشري مما يؤدي إلى الاستغناء عن عدد كبير من العمال وهي بطالة جزئية ،بمعنى أنها تقتصر على قطاع إنتاجي أو صناعي معين.

المعالجة: قيام الأفراد العاطلين عن العمل برفع مستوى مهاراتهم الشخصية من خلال الدورات المتخصصة والتدريب المستمر بغرض اكتساب المهارات الإنتاجية المطلوبة التي تتوائم وطبيعة التغيرات التكنولوجية التي تحدث في أساليب الإنتاج.

 

 

3.      البطالة الدورية  Unemployment  Cyclical

وهي البطالة الناتجة عن دورة الأعمال، ففي فترات الركود الاقتصادي وانخفاض الإنتاج ينخفض التوظيف فتزداد معدلات البطالة، في قطاعي الصناعة والبناء وتتأثر العمالة ذات المهارات الأقل أكثر من العمالة الماهرة.

المعالجة: يتطلب تدخل الدولة القوي لإعادة التوازن إلى الاقتصاد من خلال التنشيط الاقتصادي أو التحفيز الاقتصادي .

 

 

4.     البطالة المقنعة  Disguised Unemployment

تنشأ البطالة المقنعة في الحالات التي يكون فيها عدد العمال المشتغلين يفوق الحاجة الفعلية للعمل، مما يعني وجود عمالة فائضة لا تنتج شيئاً تقريباً، حيث أنها إذا ما سحبت من أماكن عملها فأن حجم الإنتاج لن ينخفض.

المعالجة: اعتماد معيار الحاجة الحقيقية للقوى العاملة، وربط الأجر بالعائد. وتأهيل العمالة الفائضة للعمل في أعمال أخرى .

 

 

رابعاً: أسباب البطالة

هناك العديد من الأسباب لتفشي ظاهرة البطالة، وتختلف هذه الأسباب من بلد إلى آخر نتيجة لاختلاف السياسات الاقتصادية، إلا أنها تعد ظاهرة عامة، من أهم هذه الأسباب الآتي:

1.       زيادة الاعتماد على التكنولوجيا والآلات بدلاً من العنصر البشري في العمل،الأمر الذي أدى إلى إحلال الآلة بدلاً من الإنسان في الإنتاج.

2.      عدم التناسب بين معدلات النمو السكاني ومعدل النمو الاقتصادي .

3.      ضعف الاستثمارات السنوية في الكثير من اقتصادات الدول، مما يؤدي إلى عدم توسيع قاعدة الإنتاج بما يتناسب مع حجم السكان الداخلين إلى سوق العمل .

4.      فشل معظم تجارب التنمية في العديد من الدول النامية، ووصولها إلى طريق مسدود نتيجة الاعتماد على القطاع العام  الحكومي  وعدم تحفيز القطاع الخاص لأداء دوره الاقتصادي المولد لفرص العمل الإضافية .

5.      ضعف الاستثمار في العنصر البشري، وهو ما يطور من إمكاناته لكي تتلائم مع التقدم التكنولوجي الحاصل في ميادين الإنتاج المختلفة .

6.      تظهر البطالة في البلدان المتقدمة نتيجة قبولها بالبطالة على حساب خفض التضخم، بغية الحفاظ على قدراتها التنافسية في الأسواق العالمية.

 

 

خامساً: آثار البطالة

تمثل البطالة أحد التحديات الكبرى التي تواجه بلدان العالم سواء كانت نامية أم متقدمة، نتيجة لآثارها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والسياسية والأمنية الخطيرة، ويمكن تلخيص هذه الآثار في النقاط التالية:

1.       إن البطالة تحوّل كم من الأفراد إلى طاقات مهدورة، مما يشكل خسارة للاقتصاد الوطني، فضلاً عن أنها تشكل عبئاً مالياً نتيجة تقديم بدلات البطالة أو الرعاية الاجتماعية للعاطلين.

2.      يؤدي ارتفاع معدلات البطالة في المجتمع إلى ظهور مشكلة الفقر، والفقر بدوره يؤدي إلى العديد من الإضرار الاقتصادية بالمجتمع،  من مثل سوء الرعاية الصحية وانخفاض المستوى التعليمي، وبالتالي انخفاض مستوى الإنتاجية.

3.      إن حرمان الفرد من عمله وعدم حصوله على دخل يكفي لإعالة عائلته، قد يدفعـه إلى أتباع أساليب غير مشروعة في الحصول على دخله.

4.      إن ظاهرة البطالة تؤدي إلى معاناة العاطلين من الأمراض النفسية الناجمة عن الإحباط والشعور بالفشـل وإهمال المجتمع لهم، وبذلك تزداد المشكلات الأسرية وتعاطي المخدرات والانضمام إلى العصابات والانخراط بالإرهاب والجريمة بأشكالها المختلفة وبخاصة بين الشباب.

5.      تؤدي البطالة إلى أضعاف مفهوم المواطنة والانتماء الوطني، ومما يترتب على ذلك من أضرار بالأمن الوطني.ً

 

 

 

 

 

المصادر

1.       رشيد حيمران - مبادئ الاقتصاد و عوامل التنمية في الإسلام-دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع - الجزائر2003.

2.      محمد نور -تحليل النظام الإسلامي - سلسلة دراسات في الإسلام ، إصدار المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - مصر ، ص ( 92، 93).

3.      يوسف القرضاوي فقه الزكاة ، مؤسسة الرسالة - القاهرة مصر ، الطبعة السابعة ، سنة ،2001

4.      خبابة عبد الله، الاقتصاد المصرفي - مؤسسة شباب الجامعة الاسكندرية 2008.

5.      محمود حسن وكاضم جاسم العيساوي، الاقتصاد الكلي تحليل نظري وتطبيقي، الميسرة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2007.

6.      محمد عزت عزلان ، اقتصاديات النقود والمصارف، ط1، دار النهضة العربية، بيروت .2002

7.       غازي حسين عناية، التضخم المالي، مؤسسة شباب الجامعة الإسكندرية، مصر2004.

 

 

تعليقات

المحتويات