ما السمات العامة للبحث العلمي؟ Scientific Research
الآن، ننتقل إلى الجزء الثاني وهو: ما السمات العامة
المميزة للبحث العلمي؟
نوجزها في عدة نقاط. فالبحث العلمي هو الأساس الذي تقوم
عليه كل الاكتشافات والابتكارات الحديثة، وهو يتقدم باستمرار نحو هدف محدد بسرعة
عالية. وبالرغم من هذه السرعة التي يتحرك بها إلا إنه دقيق جدًا يسر وفق قوانين
ومناهج صارمة لتكون نتائجه في النهاية موضوعية وموثوق بها ويمكن توارثها عبر
الأجيال وقابلة للتكرار في أماكن مختلفة من العالم وكلما كان أثرها أوسع كلما كانت
أفضل.
محرك لكل الابتكارات
بمعى أن أي تطوير أو تجديد في العالَم سواء كانت
تطويرات تراكمية أو انتقالات شاسعة في المعرفة أو Game Changer أو Disruptive فهي في الأساس
مبنية على البحث العلمي.
متحرك بسرعة عالية
مجال البحث العلمي يتحرك بسرعة شديدة جدًا، فكل يوم
هناك جديد، وما كان مقبولًا العام الماضي قد يتغر في الوقت الحاضر بناءً على
النتائج الجديدة التي وصل إليها الباحثون.
سأل أحد الطلاب أينشتاين: أليست أسئلة امتحانات هذا
العام هي نفس أسئلة العام الماضي؟، فأجاب: نعم ،لكن الإجابات مختلفة!
متحرك نحو هدف
فكما قلنا سابقًا بأن البحث في بدايته هو عبارة عن سؤال
تبحث له عن حل.
«يعتبر البحث العلمي فضولًا في شكل
رسمي. هو تطفل وفضول نحو هدف».
زورا هرستون -عالمة أنثربولوجي-
دقيقٌ وصارم
مبي على أساس متين وطريقة تنفيذ مُصمَّمة بعناية، أي أن
تفكر في موضوع يشغلك، وتتناول ورقةً وقلمًا وتدون ملاحظاتك ونظريتك تجاه هذه
النقطة، وما الممكن عمله ثم تُجري تجاربَ لتثبت مدى صحة نظريتك. فهي عملية دقيقة
جدًا ومبنية على خطوات صارمة.
مبنيّ على فرضية
بمعى أنك تفكر في مشكلة، ثم تضع لها فرضية والطرق التي
يمكن أن تسر فيها حتى تصل إلى إجابة على سؤالك.
قابل للتكرار
أي أنه يمكنك الحصول على نفس النتائج التي وصلت إليها
عند إعادة التجربة أكثر من مرة. وذلك حتى تتأكد من أن الإجابة التي وصلت إليها
ليست عن طريق الصدفة. فيجب أن تتأكد أن النتائج التي تحصل عليها عند إعادة التجارب
أكثر من مرة قريبة من بعضها ومنسجمة وليست متناقضة. فمثلًا، ستجد في تجارب علم
الأحياء بعض الاختلافات بين النتائج لأسباب كثرة. وفي هذه الحالة، يقبل الباحثون ب
«معدل الخطأ» أو P value وهو يمثل احتمال صحة الفرضية عشوائيا عن
طريق الصدفة، كلما كانت هذه القيمة صغرة كلما زادت الدلالة الإحصائية للاختبار. في
العادة نعتبر أن الاختبار ذو مدلول إحصائي إذا كانت ال P-value
أقل من 05,0 أو 10,0
.
دقيق وموثوق به
لا يستطيع الباحث أن يجري دراسته على الكون كله، بل
يختار عينة من هذا المجتمع يبي عليها تجاربه، وتتم طريقة اختيار العينة بدقة شديدة
حتى تكون النتائج التي حصل عليها الباحث معبرة عن المجتمع بأكمله. فكلمة الدقة تعي
مدى قرب نتائجك من الواقع .
أما الثقة فتعي أن نتائجك يُحتمل أن يصل مدى صحتها إلى 95%
ومدى خطئها إلى 5%، أو باللغة الإحصائية أن تحدد مستوى دلالة
تجاربك. وتشر فترة الثقة( Confidence Interval) إلى مقدار
الاحتمال الذي نثق به ،فقولنا ثقة مقدارها 99%
يعي أن هناك فرصة قدرها 99 من 100
بأن تضم الفترة قيمة المتوسط الحقيقي للمجتمع .
موضوعي
أي أن تكون النتائج التي وصلتَ إليها مبنية على بيانات فعلية
وليست عن انطباعات أو آراء أو عواطف شخصية ،فأنت تسعى إلى ترجمة النتائج التي حصلت
عليها من التجربة العملية فقط، فلا يكون لشخصك تأثر على النتائج.
«لا توجد معتقدات في العلم، فإما أن نكون على
علم بأمرٍ ما، أو في مرحلة تعلمه، أو نعترف بأننا
نجهله حتى الآن!»
-ديفيد كامبل، أستاذ فيزياء بجامعة بوسطن
عالمي
كلما كانت نتائجك ذات تطبيقات على مستوى العالم، كان
تأثرها أعلى. فإذا كانت أبحاثك متعلقة بالتكنولوجيا ،سيسعى العالم كله لشرائها
منك. ولو كنت تدرس مرضًا وتحاول إيجاد
علاج له ووصلت له، ستجد أن العالم كله يستخدمه .
متوارث بين الأجيال
فأنت
تصل إلى نتائج، ثم تنشرها، وبعد خمسين عامًا مِن نشر ورقتك البحثية، تجد من يتعلم
منها ويضيف لها وهكذا. فمنتج البحث العلمي
ينتقل من جيلٍ إلى جيل.
«العلم هو ذلك النشاط البشري الذي يزداد
تدريجيًا، وقوام العلم الحقيقي ينتقل من جيل إلى جيل».
-إدوين هابل، عالم فلك
المصادر
1.
أشرف حسين محروس، قاعة
بحث: دراسة تطبيقية، كلية الآداب - جامعة المنوفية، شبين الكوم، 2008.
2.
أحمد شلبي، كيف تكتب
بحثاً أو رسالة: دراسة منهجية لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة، مكتبة
النهضة المصرية، القاهرة، 1976.
3.
عبد الرحمن بدوي، مناهج
البحث العلمي، وكالة محاضرات في مناهج البحث والمكتبات، وكالة المطبوعات، الكويت،
1977.
4.
دليل فراسكاتي: الممارسة
القياسية المقترحة للدراسات الاستقصائية للبحث والتنمية التجريبية، الطبعةالسادسة).
27 مايو 2012 نسخة محفوظة 24 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
5.
الحيزان،محمد عبدالعزيز.البحوث
الاعلامية.الرياض،1431
6.
ج. سكوت أرمسترونغ
وسولبرغ الأقران (1968). "في تفسير عامل تحليل". نشرة العلوم النفسية
70: 361-364
7.
تروخم، و.م.ك. مجموعة
معرفة أساليب البحث (2006)
8.
كريسويل، ج.و.
(2008). البحث التربوي: التخطيط والإدارة، تقييم والبحث الكمي والنوعي (3). أبر سادل
ريفر، نيو جيرسي: برنتس هول. 2008 ISBN 0-13-613550-1 (صفحات 8-9)
تعليقات
إرسال تعليق