القائمة الرئيسية

الصفحات

 

 

بعد انتهائك من البحث، وكتابة الورقة العلمية، يظهر السؤال: أين ترسلها؟

نشر البحث العلمي   Scientific Research

 

بعد انتهائك من البحث، وكتابة الورقة العلمية، يظهر السؤال: أين ترسلها؟       

 كما ذكرنا في البداية، ربما تكون قد حددت مؤتمرًا علميًا بالفعل أو مجلة، لكن ما المعاير التي ستقوم بالاختيار وفقًا لها؟ يفترض عادةً قبل البدء في البحث أن تكون قد قرأت في المجال المعيّ عدة أبحاث ومراجع، وهي خطوة أساسية قبل البدء في كتابة أي بحث.

 ففي البداية تقرأ بعض الكتب Text Books للإلمام بأساسيات الموضوع، ثم تنتقل إلى قراءة الأبحاث التي تنقلك إلى مراجع وأبحاث أخرى وهكذا، ومع الوقت ستتكون لديك خبرة في أفضل المجلات والمؤتمرات في هذا المجال، وستعرف أيضًا ما هي المجلات متوسطة المستوي، وما هي المجلات التي لا يقرأها أحد  Write-Only.Journal

نود أن نشر إلى نقطة أخرى، وهي أنه في أغلب التخصصات العلمية تكون المجلات أقوى من المؤتمرات، لكن في بعض التخصصات مثل «معمار الحاسوب Computer Architecture» تعد المؤتمرات أقوى بمراحل من المجلات، ويرجع هذا إلى أنه في أغلب المجالات التي تكون فيها المجلات أقوى من المؤتمرات، تطلب المؤتمرات أوراقًا علمية قصرة ( 48 صفحات) لا تحوي جميع التفاصيل، بينما في مجال معمار الحاسوب تكون الأوراق العلمية في المؤتمرات بنفس الطول الذي يتم نشره في المجلات، ونسبة القبول في المؤتمر أقل بكثر من المجلات العلمية، مما يعكس العملية، فالباحثون في هذا المجال ينشرون في المجلة أوًلا ثم في المؤتمر، على عكس أغلب التخصصات العلمية .

لذا، عليك الانتباه جيدًا إلى النوع الذي ينتمي إليه مجالك وأي طرق النشر أفضل في مجالك، المؤتمرات أم المجلات .أحيانًا يكون لديك فكرة، وبعد القيام بعدة تجارب والتوصل إلى بيانات، لا تستطيع أن تحدد: هل توصلت إلى الجواب النهائي أم لا؟ يمكنك عندها أن ترسل نتائجك إلى مؤتمر أوًلا –إذا كان أضعف من المجلة– وإذا تم قبوله في المؤتمر، سيناقشك الناس فيما توصلت إليه، مما سيساعدك على معرفة هل كان لديك الجواب النهائي أم لا، وربما تستلهم أفكارًا أخرى كذلك من المناقشات، وقد يمكنك إضافتها بعد ذلك إلى ورقتك العلمية قبل إرسالها للمجلة .

 

وهنا يثور تساؤل أخر: هل يجوز أن أنشر في مجلة، ثم في مؤتمر؟

لا يمكنك نشر نفس البحث تمامًا مرتين! فبعد أن تنشر في الأضعف منهما ويتم قبوله، تستخدم ما تلقيته من ردود أفعال وتعليقات على بحثك كي تضيف تجارب وتفاصيل أخرى إلى ورقتك البحثية ثم ترسلها للجهة الأقوى.

 ويجب قبل إرسالك للجهة الثانية أن تذكر أنك نشرت البحث من قبل، وتوضح ما أضفت إليه في هذه المرة (عادةً يجب أن يتعدى 30% من البحث الأصلي) .

ويعد إرسالك لنفس البحث دون أي إضافة لمكانين غشًا، وسيكتشف بعد قليل من الوقت لقلة عدد الأفراد في تخصصك، مما سيضر بسمعتك ويؤدي إلى رفض جميع أبحاثك في أي مكان لاحقًا!

 

 

كيف تختار هذه المجلة؟

من الممكن أن تجد أثناء قراءتك للأبحاث مجلات معينة ينشر بها معظم الباحثين بنفس المجال، فهناك عدة عوامل يتم من خلالها تقييم المجلات البحثية.

 

العامل الأول: معامل التأثير Impact Factor:

ويمثل قوة المجلة وكلما ازداد هذا الرقم كانت المجلة أقوى، ولا تعتمد قوة المجلة على أسماء الأشخاص الذين ينشرون بها، لكنها تُحدد وفقًا لعدد قراء تلك المجلة، فعلى سبيل المثال: يتم حساب ال Impact Factor لمجلة ما في عام 2010 على النحو التالي:

 كم كان عدد الأبحاث التي أشارت إلى أبحاث منشورة في هذه المجلة في عامي 2009 و2008؟  إذا نشرت هذه المجلة مثلًا 200 بحث أشر إليها في 2000 بحث في مجلات أخرى، يكون  ،10=200/2000=Impact Factorمع الأخذ في الاعتبار أن هذا الرقم يتغر من عام لآخر.

لذا يعتبر معامل التأثر معيارًا هامًا جدًا عند اختيار المجلة، ويمكن استعمال محركات البحث لإيجاد معامل ال تأثرImpact Factor الخاص بالمجلات، أو مراسلة أشهر الباحثين في مجال تخصصك والاستعانة بهم، وهذا أمر طبيعي للغاية .

 

العامل الثاني: المدة الزمنية Round Time:

عندما يراسل شخص ما مجلة، يتم الرد عليه بعد شهرين بإضافة تعديلات معينة، وعند الإرسال مرة ثانية ينتظر عدة شهور أخرى قبل الرد، ولهذا يستغرق النشر ما يتعدى سنة أو سنة ونصف منذ وقت الإرسال وحتى النشر في المجلة، الأمر الذي لا يتوافق مع الخطة الزمنية المعدة سلفًا، ويتسبب تأخر النشر في تأخر بداية العمل على نقاط بحثية أخرى .

يُمكنك الاطلاع في مواقع المجلات على مواعيد إرسال الأبحاث ونشرها –يكتب غالبًا أسفل كل بحث تاريخ إرساله وتاريخ نشره- فإذا وجدت الفارق أكبر من سنة، فهذا وقت كثر للغاية .

ويختلف الوضع بالطبع في المؤتمرات لأنها مرتبطة بموعد معين للانعقاد .

 

العامل الثالث: الظهور في قواعد البيانات Indexed:

لكل مكتبة رقمية قاعدة بيانات كالموجودة في Scopus وACM وIEEE، فهل توجد المجلة أو المؤتمر في هذه القاعدة أم لا؟

تكمن أهمية نشر بحثك في إحدى المجلات المدرجة ضمن قاعدة البيانات لتلك المكتبات العالمية في معرفة الناس بعملك، فإذا لم يستطع الباحثون الوصول إلى بحثك، فلن تُعرف أعمالك. وإذا كنت ستراسل مؤتمرا، فعليك أن تعرف أقوى خمسة أو ستة مؤتمرات في تخصصك، لأن هناك العديد من المؤتمرات في كل التخصصات، وبعض المؤتمرات تُعقد فقط بغرض ترقية الأفراد، فيجب معرفة المهم منها والاكتفاء بمراسلته. أما إذا اخترت النشر في المؤتمرات الضعيفة، فهذا سيعيدنا إلى سؤال «لماذا تنشر؟» لأنه لن يفيدك إلا بالترقية أو التباهي بنشر ورقة علمية ،بينما لم تُفد أحدًا في واقع الأمر لأن بحثك لم يقرأه أحد!

 

 

 

 

 

المصادر

1.       أشرف حسين محروس، قاعة بحث: دراسة تطبيقية، كلية الآداب - جامعة المنوفية، شبين الكوم، 2008.

2.      أحمد شلبي، كيف تكتب بحثاً أو رسالة: دراسة منهجية لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1976.

3.      عبد الرحمن بدوي، مناهج البحث العلمي، وكالة محاضرات في مناهج البحث والمكتبات، وكالة المطبوعات، الكويت، 1977.

4.      دليل فراسكاتي: الممارسة القياسية المقترحة للدراسات الاستقصائية للبحث والتنمية التجريبية، الطبعةالسادسة). 27 مايو 2012 نسخة محفوظة 24 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.

5.      الحيزان،محمد عبدالعزيز.البحوث الاعلامية.الرياض،1431

6.      ج. سكوت أرمسترونغ وسولبرغ الأقران (1968). "في تفسير عامل تحليل". نشرة العلوم النفسية 70: 361-364

7.       تروخم، و.م.ك. مجموعة معرفة أساليب البحث (2006)

8.      كريسويل، ج.و. (2008). البحث التربوي: التخطيط والإدارة، تقييم والبحث الكمي والنوعي (3). أبر سادل ريفر، نيو جيرسي: برنتس هول. 2008 ISBN 0-13-613550-1 (صفحات 8-9)


تعليقات

المحتويات