القائمة الرئيسية

الصفحات

ما القيم التي يجب أن يأخذها الباحث في اعتباره عند القيام ببحثٍ ما؟ Scientific Research

 

ما القيم التي يجب أن يأخذها الباحث في اعتباره عند القيام ببحثٍ ما؟  Scientific Research


ما القيم التي يجب أن يأخذها الباحث في اعتباره عند القيام ببحثٍ ما؟  Scientific Research

 


الأمانة Honesty

الأمانة في كتابة النتائج“ Reporting”. كذلك الأمانةُ في وصف الطرق المستخدمة“  ،”Methodologyبالإضافة إلى الأمانة في وصف وتحليل البيانات والنتائج“ Data Analysis”. وهذا الأمر في غاية الأهمية، وبناءً عليه تكونُ جودة البحث وقوة الباحث. وأهم معيارٍ من معاير جودة البحث، هو مدى اعتماد الباحثين الآخرين عليه، والإشارة إليه“ Citation”، وهذا لا يكون إلا بتحري الصدق والأمانة في كل مرحلة من مراحل البحث العلمي.

ومن أهم المواضع التي تنعدم فيها الأمانة، اصطناع بيانات من أجل الحصول على نتائج قد تبدو صحيحة لكنها غر حقيقية (تأليف النتائج“ Fabrication”)، أو القيام بتزييف وتزوير النتائج من خلال عمل بعض التعديلات على البيانات (تزوير النتائج“ Falsification”)، وهذا كله يخالف أخلاقيات البحث العلمي، وينذر بعواقبَ وخيمة، عاجلًا كان أو آجلًا كما سنعرض لاحقًا.

 

 

الحيادية  Objectivity

الحيادية تعي ألا يكون للباحث أيُ انحياز، لا عند عرضه لبحثه، ولا عند تقييمه لأبحاث الآخرين. فعلى سبيل المثال، تغير الباحث لخطوٍةٍ أو مجموعةٍ من الخطوات أثناء قيامه بتجربة ما - دون الإشارة لذلك- بهدف الوصول لنتائج ما تبدو أكثر قبوًلا، يعي انحيازَ الباحثِ وعدمَ التزامِه الحيادية أثناء عرض خطوات التجربة.

أيضًا نود أن ننوّه هنا إلى أنَّ البحث العلمي قائمٌ في الأساس على فكرة التطوع، فليس هناك هيئة معينة تقوم بالإنفاق على مراجعة الأبحاث قبل نشرها في المجلات العلمية. ولذلك فمع تَكَوّن الخبرة لدى الباحث، يطلب منه إبداءُ رأيه ومناقشتُه لأبحاث غره والحكمُ عليها. لذلك يجب على الباحث ألا يكون منحازا مع أو ضد أحدٍ لأي أسبابٍ شخصية، وإنما يتوجب عليه أن ينحاز فقط لدقة ووضوح البحث، ويحدد بناءً على ذلك قبوُلُه أو رفضه.

وهذا يعي أن كثرًا من الباحثين يقضون وقتًا طويلًا من أجل الوصول إلى الحقائق العلمية، من خلال قراءة الكثر من الأبحاث، فلو لم تكن من البداية تتحرى الدقة فيما تكتب وتنشر، فتوقف عن ذلك، فإنك لا تضيع أوقاتهم سعيًا وراء معلومات غر دقيقة فحسب، بل إنك في الواقع تضيع أعمارهم!

 

 

الحرص  Carefulness

يجب على الباحث أن يكون حريصًا. وهذا من أهم قيم أخلاقيات البحث العلمي. فبعض الأخطاء تقع، لا عن قصد وإنما لقلةُ حرص الباحث دون وجود سوء نية في ذلك. ويمكن التغلب على ذلك بمراجعةِ النتائج والبيانات بحرصٍ شديد، ومراجعةِ نتائج الآخرين المشاركين في نفس البحث. كما يتعين على الباحث أن يقومَ بتسجيل ما يقوم به للحصول على تلك النتائج“ Recording”، وأن يتأكد أن المعلومات المجمَّعة والاستراتيجية، التي اعتمد عليها في تصميم التجربة، ستكون متاحةً ومذكورًةً في بحثه، فيتمكن الآخرون بذلك من استخدامها إذا ما أرادوها لغرضٍ آخر، دون إضاعة وقت في ذلك.

وهذا يعي أنه إذا لم تكن هناك دقةٌ في تسجيل المعلومات والطرق العلمية المتَّبعة في البحث، فلن يكون هناك أيّ تقدُّم علمي. فالقاعدة الأساسية في البحث العلمي، أن الباحث يبدأ من حيُث انتهى الآخرون، ثم يأتي مِن بعدِه مَن يبدأ من حيث انتهى هو. وليس هناك سبيلٌ إلى ذلك إلا بتوافر المعلومات الصحيحةِ المسجَّلةِ بدقةٍ وتفصيل.

 

 

احترام الملكية الفكرية:

مما لا يخفى على أحد في مجتمع البحث العلمي وخارجه، أن الباحث يبذل جهدًا كبرا في سبيل الوصول إلى نتائج صحيحة وبطرقٍ مُتقَنة ليتمكن من نشرها بعد ذلك. وهذا يتطلب منه وقتًا طويلًا أيضًا. لذا كان حقًا للباحث على المجتمع البحثي أن يُحترم حقُه، وأن يقدّر جُهده.

فعلى سبيل المثال:

1.   لا يمكن لشخص أو مؤسسة استغلال براءة اختراع لمنتج دون الرجوع إلى صاحبها.

2.   يجب أن تشرCitation“ ” للأبحاث التي اقتبست منها في بحثك.

3.   لو أنّك ممن يقومون بمراجعةِ الأبحاثِ، ووجدت أثناء المراجعة نتائجَ ومعلوماتٍ لم تنشر بعد، فلا يمكنُ لك أن تستخدم أيًا منها دونَ الرجوعِ لمالكها أولًا.

4.   إسداء الشكر لمن استفدت منه في أبحاثك واجبٌ. وتتباينُ طرقُ العرفانِ والتقديرِ لما يبذله الآخرون من مجهود. فيمكن مثلًا الإشارُةُ إليهم“ Citation” أو توجيهُ الشكرِ لهم“  ”Acknowledgementنظرًا لما أضافوه إلى المجتمع البحثي عامًة، وإلى بحثك خاصة.

5.   أخرا وليس آخِرًا، فكما أشرنا إلى أنَّ أفكار الباحثين وكتاباتهم ملكيةٌ فكريةٌ لهم“  Intellectualproperty” لا يمكن استخدامُها إلا بشروط، فإن التعدي على ملكياتهم يُـعَد سَرقة أدبية“ .”Plagiarism

 

 

مسؤوليةُ النشر:

هناك مجموعة من المخالفات يجبُ عليك تجنُبها عند القياِم بنشرِ أبحاثِك. منها مثلًا:

     أن يكونَ هدفُك الوحيدُ هو زيادةُ ما لديكَ من أبحاثٍ منشورٍةٍ دونَ تقديِم إضافةٍ علمية حقيقية. هذا يعتبر تضييعًا لوقت القائمين على مراجعة البحث وجهودهم. إذا كان البحث يتألف من عشرِ صفحاتٍ مثلًا، يحتاج ما لا يقل عن ساعتين لمراجعته قبل نشره. ولا يقتصر الأمر على مُراجع واحدٍ فقط، مما يعي أن القائمين على مراجعةِ الأبحاثِ يُمضون وقتًا طويلًا في عمليةٍ معقدةٍ تشملُ عدةَ مراحلٍ قبل الموافقة على نشر البحث أو رفضه، فبمجرد أن يُرسلَ الباحثُ بحثه إلى اللجنة القائمة على المراجعة في مجلة أو مؤتمر، تقوم اللجنة باختيار من سيتولى عمليةَ المراجعة، ليقوم بتقييم البحث بشكل أولي، ثُم يقرر ما إذا كان البحثُ مرفوضًا Rejected“”، أو مقبولًاAccepted“ ” أو مقبوًلا بشروط“  .”Accepted Conditionallyمن هذه الشروط مثلًا، القيامُ بتغيرِ جزٍءٍ، أو مجموعةٍ من الأجزاء، أو حتى القيام بإعادة تجربة ما للتأكد من صحتها قبل نشر البحث. كلُ هذا، يعيِّنُ عليك أن تفكرَ جيدًا قبل إهدار أوقات الآخرين في بحث لا يحمل فائدةً إضافية ولا يقدم جديدًا، وتلك مسؤولية النشر.

     أن تقوم بنشر بحثك أكثر من مرة في أكثر من مجلة. وهذا يَسهُل التعرفُ عليه من قِبَلِ المراجعين، ويترتب على ذلك آثارٌ سلبيةٌ كثرة إذا ما تم معرفته في الحال. وحتى لو استطعت أن تخدعهم لبعض الوقت فلن تفلح أبدًا فيما بعد. فسوءُ السمعة سيلاحق أبحاثك التي يشبه بعضُها بعضًا، إذ تكون أشبه بإعادة تدوير ما تم نشره من قبل“ Recycling”، مما سيدفع الآخرين إلى عدم الاكتراث لما تقوم بنشره من أبحاثٍ لاحقًا.

 

 

 

 

 

 

 

المصادر

1.       أشرف حسين محروس، قاعة بحث: دراسة تطبيقية، كلية الآداب - جامعة المنوفية، شبين الكوم، 2008.

2.      أحمد شلبي، كيف تكتب بحثاً أو رسالة: دراسة منهجية لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1976.

3.      عبد الرحمن بدوي، مناهج البحث العلمي، وكالة محاضرات في مناهج البحث والمكتبات، وكالة المطبوعات، الكويت، 1977.

4.      دليل فراسكاتي: الممارسة القياسية المقترحة للدراسات الاستقصائية للبحث والتنمية التجريبية، الطبعةالسادسة). 27 مايو 2012 نسخة محفوظة 24 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.

5.      الحيزان،محمد عبدالعزيز.البحوث الاعلامية.الرياض،1431

6.      ج. سكوت أرمسترونغ وسولبرغ الأقران (1968). "في تفسير عامل تحليل". نشرة العلوم النفسية 70: 361-364

7.       تروخم، و.م.ك. مجموعة معرفة أساليب البحث (2006)

8.      كريسويل، ج.و. (2008). البحث التربوي: التخطيط والإدارة، تقييم والبحث الكمي والنوعي (3). أبر سادل ريفر، نيو جيرسي: برنتس هول. 2008 ISBN 0-13-613550-1 (صفحات 8-9)


تعليقات

المحتويات