القائمة الرئيسية

الصفحات

خطوات الطريقة العلمية لكتابة البحث العلمي؟ Scientific Research

 

خطوات الطريقة العلمية لكتابة البحث العلمي؟  Scientific Research


خطوات الطريقة العلمية لكتابة البحث العلمي؟  Scientific Research

 

يُـتّبع في البحث العلمي أسلوب تدريجي مُنظم ومنطقي وصارم للوصول إلى حل المشكلة. وهنا سنتناول شرح الطريقة العلمية والخطوات التي نمر بها لنصل إلى النتائج في النهاية .

وفي جزء لاحق من هذا الفصل سنولي الطريقة العلمية تركيزًا أكبر.

 

ماذا نعني بالطريقة العلمية ببساطة؟

أي أنك تتبع هذه الخطوات حتى لا تخدع نفسك، وتتأكد أن استنتاجاتك صحيحة. هذا ما نعنيه بالطريقة العلمية باختصارٍ شديد.

 

تمر الطريقة العلمية بتسع خطوات:

 

أولًا: رصد الملاحظة:

هل تثرك ملاحظة ما، وتتساءل لماذا يحدث هذا؟

أي أن البشر –بشكل عام - يحبون أن يستكشفوا العالم من حولهم، ويفهموا كُنْه الظواهر التي تحدث في محيطهم ،فيزيائية كانت أو طبيعية.  وذلك هو الأساس لأي علم.

أنت طالب ماجستر أو دكتوراه حديث، بدأت للتو في طريق البحث العلمي ولا تعرف أين البداية، تشعر بالسعادة لالتحاقك بمنحة حصلت عليها في جامعة مرموقة، ثم يقول لك مشرفك حينها: «ضع بيانًا لمشكلتك البحثية ،وصياغة للبحث الذي ستقوم به»، وأنت لا تزال حديث العهد بهذه المرحلة!

فقد يبدأ البحث بملاحظةٍ يقوم بها الباحث أو المشرف من خلال قراءة ورقة علمية، هذه الملاحظة تصلُح لأن تكون نواةً لفكرة بحثية، وعليها يقوم الباحث بعد ذلك ببناء أسئلته البحثية والتي ينتهي البحث بالإجابة عليها .

وأحيانًا يحدث العكس، فيبدأ البحث بسؤال يدور في رأس الباحث، وخلال إجرائه للتجارب يلاحظ الباحث بعض الأشياء ونتائج معينة تدفعه للتفكر في أسئلة بحثية أخرى حتى يتم بناء البحث كاملًا. لا يهم أيهما جاء أولًا، ولا أي الاثنين قاد إلى الآخر، المهم أن الملاحظة / السؤال هما العاملان التحفيزّيّان الأساسيان اللذان يدفعان الباحث للعمل على فكرة بحثية معينة.

 

 

ثانيًا: تحديد المشكلة البحثية:

ويمر بالخطوات التالية:

·         تحديد المشكلة التطبيقية: فروس يسبب مرضًا ما.

·         تحديد السؤال البحثي: كيف أمنع الفروس من التسبب في المرض؟

·         تحديد المشكلة البحثية: لا أدري إن كانت هناك مادة كيميائية يمكنها أن تقوم بهذه الوظيفة، ولهذا أحتاج إلى إيجاد طريقة لفحص مركبات الكيميائية لتحديد فعاليتها.

·         نتيجة البحث: المركب «س» فعّال.

·         التطبيق: علاج المرض.

 

خطوات تناول المشكلة البحثية:

«ليس العالِم من يعطي إجابات صحيحة، بل هو من يطرح الأسئلة السليمة».

- كلود ليفي ستراس، عالم فرنسيوهذا هو دورك في البحث الذي تقوم به، كيف تسأل السؤال السليم!

لنوضح أولًا الفرق بين المشكلة التطبيقية والمشكلة البحثية:

·         المشكلة التطبيقية: هي وضع حياتي يجعلنا غر سعداء لأنه يكلفنا الوقت والمال والألم.. إلخ، أي ببساطة مشكلة يحاول الإنسان العادي تجنب الوقوع فيها مثل مرضٍ ما أو تكلفة عالية.

·         المشكلة البحثية: هي معرفة غر مكتملة، مشكلة يبحث عنها الباحث بل قد يختلقها إذا لزم الأمر، فإذا لم يكن لديه مشكلة بحثية يعمل عليها، فلن يكون له دور.

دور الباحث هو الانتقال بالمشكلة التطبيقية إلى المختبر.

 

 

ثالثًا: تحديد أهداف البحث والأسئلة التي يطرحها – تكوين «بيان المشكلة البحثية .»

يتناول بيان المشكلة سؤاليْ «لماذا» وهو الغرض الرئيسي من الدراسة، و»ماذا» وهو السؤال البحثي المركزي أو مجموعة الأسئلة.

وهناك ست سمات رئيسية لصياغة بيان مشكلة جيد وهي أن يكون:

·         وثيق الصلة بالمشكلة التطبيقية.

·         من الممكن تحقيقه .

·         مشوّقًا.

 

يكون بيان المشكلة وثيق الصلة إذا:

·         تناول موضوعًا لم يُطرح من قبل، وفي هذه الحالة عليك أن تثبت أن هذا الاعتقاد صحيحًا.

·         تناول موضوعًا توجد معلومات كثرة حوله، لكنها متناثرة وليست مُجمعة في شكل متسق. فأنت تنظّم ما تناثر من معارف حول موضوع ما، بحيث تظهر في صورة متكاملة.

·         كانت هناك أبحاث كثرة حول الموضوع، ولكن هناك تناقض في النتائج المنشورة، ودورك هنا هو حل هذا التناقض.

 

ويكون بيان المشكلة من الممكن تحقيقه إذا:

·         كان بإمكانك حل مشكلتك البحثية في حدود الوقت والأموال والإمكانات المتاحة، أي يجب أن تكون واقعيًا.

·         كنت واقعيًا في سؤالك البحثي الذي تستطيع أن تجد له حلًا.

·         كنت تضع في اعتبارك أنه مهما كانت براعة بحثك العلمي فإنها لن تحل كل المشاكل، بل ستقربنا خطوة نحو حل المشكلة.  فاجعل طموحك في حدود المعقول أو المسموح به الذي يمكن للمجتمع العلمي الاقتناع به.

 

ويجب أن يكون بيان المشكلة مشوقًا لأن:

البحث العلمي مرهق ومزعج، وتمر خلاله بفترات صعود وهبوط قبل وصولك لخط النهاية. فيجب عليك أن تبدي اهتمامك الشديد بالبحث.

«البحث العلمي هو أن ترى ما يراه الآخرون، وفي نفس الوقت تفكر فيما لم يفكر به أحد».

-ألبرت جيورجي، عالم فسيولوجي مجري مكتشف فيتامين سي، والحاصل على نوبل عام 1973

أي أن تفكر بشكل مختلف عند عرضك لتقريرك البحثي، لأن من تقدم لهم هذا التقرير خبراء في هذا المجال ،

وقد قرؤوا في الغالب كل ما قرأت. فعليك أن تعرض رؤيتك حول الموضوع بشكل جديد ومن زاوية مختلفة ،حتى يولوك اهتمامًا أكبر.

 

ويكون بيان المشكلة قويا إذا:

             بدأت بالسؤال: وماذا بعد؟ ما الذي يجعل هذا البحث يستحق القيام به؟ ما الذي يخطف أنظار جمهور قرائي في سؤالي البحثي؟ فأول خطوة هي أن تسأل نفسك لماذا أقوم بهذا البحث؟• استطعت أن تصوغ بيان المشكلة في ثلاث خطوات:

             سمِّ موضوعك: أسعى أن أتعلم حول أو أدرس.....

             ضع سؤالًا (لنفسك): أنا أبحث .... لأني أريد أن أكتشف كيف ولماذا؟

             ضع دافعًا في أسئلتك للآخرين.

الإجابة على هذا السؤال ستحل مشكلة مهمة لكثر من القراء، وإذا لم تُحل ستتسبب في مشاكل جمة.

عليك أن تفكر جيدًا في هذا النموذج عندما تبدأ في الإعداد لبحثك، ولا تبدأ في إجراء خطوات قبل أن تقتنع في قرارة نفسك ما الذي تفعله؟ ولماذا تفعله؟ لأنك ستسأل لماذا تود القيام بهذا؟ لماذا ستقضي سنوات من عمرك في الحصول على درجة علمية؟ فمن المهم جدًا التفكر بعمق في نقطة بيان المشكلة قبل أن تبدأ في بحثك.

 

 

رابعًا: جمع المعلومات ومراجعة الأبحاث:

وهي مرحلة تجميع المعلومات، وقد وردتنا أسئلة على صفحة علماء مصر بخصوص تجميع المادة العلمية للأبحاث .

سنحاول هنا أن نعطي بعض الخطوط العريضة المتعلقة بهذا الأمر كتمهيد .

ما معنى المنشورات العلمية؟

هي المادة العلمية المتاحة لك أو ما هو معروف ومنشور فيما يتعلق بمشروعك البحثي.

مراجعة المنشورات العلمية هي عملية التعرف على الأبحاث المنشورة عن الموضوع الذي تهتم به، وتقييم هذه الأبحاث الخاصة بهذه المشكلة، وتوثيق هذه الأعمال.  هنا نستخدم بعض برامج إدارة المراجع التي تخزن هذه الأبحاث في مكتبة مع بياناتها الوصفية .

 أمثلة على المصادر:

     الأبحاث المنشورة بالمجلات العلمية.

     المراجع العلمية.

     رسائل الماجستر والدكتوراه.

     قواعد البيانات الأكاديمية.

     التقارير الحكومية أو التجارية.

     الموسوعات المطبوعة )غر ويكيبيديا( فويكيبيديا لا يعتمد عليها كمرجع موثوق به في البحث العلمي، لكن يمكن استخدامها كمصدر للمعلومات.

     الإنترنت.

ولكن، كن على حذرٍ شديد عند استخدام الإنترنت كمصدر للمعلومات، للأسباب التالية:

  الإنترنت غر مُنظم، فمن السهل أن تُنشئ موقعًا إلكترونيًا وتضع عليه أي معلومات غر موثقة ولا قيمة لها.

  المادة العلمية من الإنترنت يمكن أن تساعدك على صياغة السؤال البحثي، لكن من الصعب جدًا الوصول إلى مصادر علمية يُعتمد عليها لعمل بحث علمي جاد.

  الأولوية دائمًا للمصادر المطبوعة، إلا إذا كانت مجلة علمية على الإنترنت.

  الباحث العلمي لجوجل سيساعدك في الحصول على الأبحاث الأكاديمية.

فرق دائمًا بين صفحات المجلات العلمية والمواقع غر المعتمدة أو الموثوق بها، لأن ذلك سيكون ذا تأثر كبر على الانطباع الذي سيؤخذ عنك من قِبَل من تقدم لهم هذُه المعلومات.

معايير اختيار المصادر:

                  هل المصادر تتمتع بمصداقية عالية أم لا؟

                  هل لها علاقة بالفرضية التي وضعتها؟

                  هل هي منشورة عن طريق دار نشر حسنة السمعة؟

                  هل تمت مراجعتها من قبل المتخصصين في المجال؟

                  هل المؤلف حسن السمعة؟

                  هل المصدر حديث؟

«من واقع خبرتي كعالِم، تعلمت أن قيمة مصدر المعلومة لا تقل أهمية عن قيمة المعلومة ذاتها».

-دان براون، المؤلف الأمريكي المشهوركما أن قيمة المعلومات مبنية على مصدرها.

ثلاثة استخدامات للمصادر:

             قراءة بحث عن مشكلة: فإذا كانت تواجهك صعوبة في تحديد مشكلة بحثية أو سؤال بحثي فنقّب عن الإلهام، والفراغات المعرفية، والمسائل المعلقة أو مسالك جديدة في البحث العلمي.

             قراءة بحث عن حُجة: أي أنك تسُتطيع أن تتعلم من الباحثين الآخرين كيفية تناولهم للمشاكل البحثية المشابهة.

             قراءة بحث عن دليل: وذلك حتى تصل إلى المعلومات التي تستطيع استخدامها لتدعم اعتقادك، أي أنك تبحث عن أدلة حتى تدعم النتائج التي وصلت إليها، أو –على العكس- لإيضاح وصولك لنتائج مختلفة عمّا سبق نشره مع توضيح الأسباب .

 

مراجعة المنشورات العلمية تضمن لك:

1.        أن تضع بحثك في السياق العام للموضوع الذي تعمل فيه، وتتعرف على أبعاده.

2.        ألا تقوم بإجراء بحث تم عمله مسبقًا، فقد تقضي وقتا طويلًا في بحثك ثم تكتشف أن هذا الموضوع منشور مسبقًا، فتصبح قيمة عملك متدنية )لا تخترع الدراجة مرًةً ثانية!( وتقلل سعة اطلاعك على ما تم نشره في نقطتك البحثية من مخاطر التعرض لهذا الأمر.

3.        أن تنظر إلى مشكلتك البحثية من زوايا متعددة.

4.        ألا تغفل عن أي متغر مهم في التجربة.

5.        أن تعلم الطرق البحثية التي ستعمل عليها.

 

اقرأ بنظرة نقدية:

             ضع البحث في السياق السليم.

             ابحث عن نقاط الضعف في حجج الأبحاث الأخرى، فليس هناك شخص معصوم من الخطأ، وقد يكون تناولك لهذه النقطة أقوى من تناول البحث المنشور لها، عند توضيح الأسباب.

             ليس بالضرورة أن تتفق مع استنتاج المصدر، فقد يكون لك رأي آخر. فيما مضى كان المشرفون مقتنعين بأنه إذا نُشر البحث فكل ما فيه موثوق به، لكن هذا ليس صحيحا.

             لا تقبل اعتقادًا لمجرد ذكره في بحث منشور في مجلة محترمة، خاصة إذا لم يكن هذا الاعتقاد مدعوًمًا بشكل كاف، فالبشر قد يخطئون في تفسر النتائج التي يصلون إليها بأنفسهم.

 

 

خامسًا: وضع فرضية تبني عليها البحث:

الافتراضية البحثية هي إجابة مُحتمَلة للسؤال البحثي، وهي ليست واقعًا مؤكدًا أو حقيقة إنما مجرد نظرية يفترضها الباحث، وقد تكون هذه الفرضية صحيحة، وقد يكون الصواب على خلاف هذا. فالباحث لا بد أن يتعامل مع الفرضية على أنها ليست حقيقةً مُسلّمًا بها .

مثال: مرّ أحد الأساتذة بالتجربة التالية أثناء الدكتوراه أثناء دراسة تأثر بعض المواد المشتقة من المواد المخدرة على وظيفة خلايا معينة بالمخ، وقد كانت فرضية الباحث أن العقار المستخدم يُثبّط نشاطُ هذه الخلايا نظرا لما قرأه في معظم الأوراق العلمية المنشورة، فافترض الباحث الحصول على نفس النتائج، والخطأ الذي حدث أنه تعامل مع الفرضية على أنها حقيقة مما جعل الباحث يعتمد فقط على النتائج التي أظهرت التأثر المثِّبط للدواء على خلايا المخ وتجاهَل بعض النتائج التي جاءت على خلاف هذا. وعند محاولة التعمق في دراسة كيفُية حدوث التأثر المثبط أظهرت بعض النتائج التأثر المنشط أيضًا، وبالرجوع إلى النتائج الأولية للبحث، تبيّن للباحث أن حوالي 85% من النتائج أظهرت التأثر المثبط، بينما تم تجاهُل 15% من النتائج تشر إلى العكس!

فكرر التجربة مع زيادة حجم العينة محل الدراسة وتحسين التقنية المستخدَمة للوصول إلى نتائج واضحة وصحيحة .وقد أدى ذلك إلى ضياع الكثر من الوقت، لذا ينبغي على الباحثُ ألا يكون متحيزا للنظرية التي افترضها، وليضع منذ البداية فرضيتين، إحداهما تفترض صحة نظرية الباحث، والأخرى تفترض خطأها)  .)Null Hypothesisوهنا تأتي أهمية برامج الإحصاء المختلفة في تحليل النتائج حيث يمكن للباحث افتراض أن الدواء له تأثر، مع اعتبار النظرية الأخرى التي تثبت أن الدواء ليس له تأثر .

يجب على الباحث أن يضع فرضية قبل بداية بحثه، والفرضية هي افتراض مبدئي بالإمكان اختباره، وتعد تنبؤا بما تتوقع أن تصل إليه من معلومات تجريبية.

 

ويجب أن تستوفي الفرضية العلمية هذه الشروط:

                  أن تكون قابلة للاختبار.

                  أن يكون من الممكن إثبات خطئها.

                  أن تكون إجابةً محتملةً لسؤالٍ أو ملاحظة ما.

 

اختبار الفرضية:

الاختبار هو الخطوة التي تلي وضع الافتراضية. ولتجنب حدوث التجربة التي مرت بالمحاضر أثناء الدكتوراه، ينبغي على الباحث أن يدرك أن البحث هو مسؤوليته الشخصية بالأساس، ولا بد أن يُعره كل اهتمامه طوال الوقت ،فاحترام الباحث لمشرفه واتّباعه لنصائحه لا يعي أن يعتمد على المشرف اعتمادًا كليًا. وعليه كذلك أن يراعي الأخلاقيات العلمية وأن يمتلك المهارات والإمكانيات المادية التي تمكنه من تنفيذ التجربة. فقبل تنفيذ أي فكرة ،لا بد أن يسأل الباحث نفسه مجموعة من الأسئلة، مثل: هل يمكن القيام بها؟ وبعد هذه الأسئلة يبدأ الباحث في الإعداد للتجربة من خلال تجهيز قائمة بالمواد التي سيحتاجها خلال البحث، تدوين خطوات التجربة خطوة بخطوة ،تسجيل البيانات بحرص من بداية التجربة إلى نهايتها، تحديد المتغرات التي سيعمل عليها وأخرا تصميم وبناء الطريق الذي سيتبعه خلال رحلته البحثية.

المعايير التي تمكّن الباحث من تقييم إمكانية قيامه بتلك التجربة من عدمها:

الوقت: لا بد ألا تتجاوز مدة التجربة وظهور النتائج فترة دراسة الباحث، فطالب الدكتوراه الذي سيقضي فترة دراسة حوالي ثلاث سنوات، لا يناسبه القيام بتجربة تصل مدتها إلى خمس سنوات، وذلك ينطبق على طالب الماجستر أيضًا، خاصة في الشهور القليلة الأخرة التي يتوقع الباحث فيها الحصول على نتائج.

مراعاة أخلاقيات البحث العلمي: هل التجربة مناسبة أخلاقيًا أم لا. فمثلًا، إجراء دراسة على مَرضى ،يَستلزُمُ الحصول على موافقتهم على الخضوع لتلك التجربة، والتعامل مع الحيوانات له قواعد لا بد من اتباعها ،ففي إنجلترا مثلًا، لا يُسمح للباحث بالتعامل مع الحيوانات من قتل أو تشريح إلا بعد حصوله على دورة تدريبية يليها اختبار، إن اجتازه يأخذ رخصةً تسمح له بالتعامل مع الحيوانات في البحث.

المهارات: يجب على الباحث أن يكون مُلمًا بالمعرفة اللازمة مثل استخدام الأجهزة المتوَّقَّع أن يعمل عليها بالبحث.

وجود المصادر اللازمة في مكان عمل الباحث: من أجهزة وأدوات وغرها، فهل جميع الاحتياجات متوفرة في الجامعة التي يدرس بها الباحث أم أنه يحتاج للتعاون مع جامعة أو جهة أخرى، فيجب عندها التأكد من موافقة الجهة الأخرى.

قدرة الباحث نفسه على تنفيذ البحث.

درجة تعقيد التقنيات المستخدمة: هل تتميز بالسهولة والسلاسة أم معقدة مثل تقنيات التعديلات الوراثية؟

 

 

سادسًا: تحديد منهجية البحث والبدء في إجراء تجاربك:

تحدد منهجية البحث التي ستتبعها ثم تبدأ في عمل تجاربك لاختبار الفرضية التي وضعتها .

غالبًا ما تضع تصميم التجربة في شكل منظم ومنسق، ولكن الأمر ينتهي بك غالبًا إلى فوضى عارمة، وهذا طبيعي جدًا ومنطقي، وعندما تصل إلى مرحلة الفوضى هذه تأكد أنك تسر في الطريق السليم، أما لو كانت خطواتك منظمة دائمًا فلن تصل إلى النتيجة المرجوّة .

«إن البحث العلمي المنظم بشكل مبالغ فيه كفيل بألا ينتج شيئًا جديدًا».

-فرانك هربرت

«إن الخبر هو الشخص الذي فعل كل الأخطاء الممكن فعلها في مجال محدود جدًا».

-الفيزيائي نيلز بورالتحضير للتجربة:

يحتاج الباحث قبل قيامه بالتجربة إلى التحضر المسبق لها والتحضر يشتمل على:

1.  تحضير قائمة بالمواد والأدوات اللازمة للتُجربة والتي تختلف من تخصص لآخر.

مثال:

                  طالب الهندسة يحتاج إلى برمجيات معينة وتزويد الحاسوب بمعدات معينة ليقوم بتشغيل تلك البرامج. فليس مناسبا أن يُفاجأ الطالب قبل كل خطوة بأن هناك نقصًا في أي من هذه الأدوات، مما يؤخر التجربة لفترةٍ أطول.

                  القيام بتجارب على حيوانات معينة يستلزم تحضر الحيوانات مسبقًا.

                  توفر الكيماويات اللازمة.

                  توّفّر الأدوية المستخدمة.

من الضروري جدًا تحضر تلك القائمة قبل البدء بالعمل، فعدم تجهيز الحاسوب بالمعدات اللازمة   لتشغيل البرمجيات المستخدمة يعطل ويؤخر البحث، ووجود نقص في العقار الذي يحتاج إليه الباحث في تجربته قد يعطل البحث لأسبوعين لطلبِه واستلامه. أيضًا، لا بد من معرفة خصائص الكيماويات المستخدَمة، كذوبانها في الماء من عدمه ،فمعرفة المذيب المناسب وطلبه قد يؤخر البحث لوقت أطول .ُ

لا بد أن تُستثمر فترة دراسة الماجستر أو الدكتوراه في الجزء العملي وألا تضيع في أشياء ليس لها علاقة بالتجربة البحثية .

2.  تدوين تعليمات إجراء التجربة خطوة بخطوة:

بعد تحضر الأدوات والمواد اللازمة، لا بد من توافر المعرفة الكاملة لدى الباحث للخطوات التي سيتبعها في البحث ،فقد يَنتُج عن إغفال أي خطوة صغرة نتائج غر جيدة أو ليست مطابقة للمتوَّقَّع. ولتجنب ذلك، يستعين بعض الباحثين بتصوير كل خطوة من التجربة، بالإضافة إلى كتابة الخطوات، وعمل فيديوهات ثم حفظها على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، فتسجيل التفاصيل الكاملة ضروري جدًا خاصة في المراحل الأولى للبحث.

3.  تسجيل البيانات والملاحظات والجداول:

مثلًا، قمتَ بإضافة الدواء محل الدراسة إلى الشرائح التي تم تجهيزها مسبقًا لمعرفة تأثرها على الخلايا، وقمتُ بعد ذلك بفحصها تحت الميكروسكوب. الخطوة التالية، هي القيام بتسجيل الملاحظات، فبالإضافة إلى ما يسجله الحاسوب من بيانات، يجب على الباحث أن يقوم بتسجيل ملاحظاته الأخرى مثل تاريخ القيام بالتجربة ورقم التجربة، فبنهاية فترة الدراسة يكون لدى الطالب حوالي مائة تجربة، وقد يصعب الوصول إلى نتائج معينة أو رسومات بيانية خاصة بتجربةٍ ما إذا لم يكن الطالب قد أحسن ترتيب التجارب وحِفظها في ملفات بطريقة مُنظمة مدوًنًا كل تجربة بتاريخها. وتعد هذه هي أفضل طرق التسجيل .

وتختلف طرق تسجيل الملاحظات، فيمكن استخدام أيٍ من البرامج الآتية Word، Excel، Notepad، أو حتى تسجيلها في كُتيّب، ولكن المحصِّلة واحدة، وهي سهولة الحصول على الملاحظات بطريقة صحيحة وفي وقت

أسرع.     ُ

هناك نوع آخر من الملاحظات يجب تدوينه، وهي التي تختلف من تجربة إلى أخرى.

مثلًا

             درجة حرارة المكان والتي تختلف بالطبع من يوم لآخر، قد يكون لها تأثر على صحة النتائج .

             حالة الجهاز مثل المايكروسكوب في يوم التجربة إن كان لا يعمل بكفاءة، فهذه ملاحظة تستحق التدوين ،لأنها ستؤثر على النتائج عند التحليل.

لذا ينبغي ألا يعتمد الطالب فقط على ذاكرته، فالقيام بأكثر من تجربة، مثلًا خمس تجارب يوميًا، خمس مرات أسبوعيا لأكثر من عامين، ينتج عنه الكثر من التفاصيل التي قد تفقد نظرا لتكرار الأحداث في تلك الفترة الطويلة.

أ - تحديد المتغيِّرات:

بعد التحضر للتجربة وإعداد كيفية تسجيل البيانات. لا بد أن يحدد الباحث ما المتغرات التي سيقوم بملاحظتها واختبارها وقياسها. المتغرات هي أي عامل له تأثر على النتائج النهائية للتجربة، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع:

                  المتغيرات المستقلة:

هي العوامل التي يغرِّها الباحث في التجربة، مثل إضافة دواء للخلايا، فهنا يكون الدواء هو المتغر المستقل الذي يُراد معرفة تأثره على خلايا المخ المستخدمة في التجربة.

ُ

                  المتغيِّرات التابعة:

المتغر الذي يعتمد على المتغر المستقل (كالدواء مثلًا). ففي المثال السابق، المتغر التابع هو نشاط خلايا المخ، الذي يختلف مُعتمدًا على متغر الدواء.

                  متغيرات خاضعة للسيطرة:

هي مجموعة العوامل الأخرى التي قد تؤثر على النتائج وينبغي على الباحث أن يسيطر عليها ليضمن ثباتها ،بحيث لا يكون لها تأثر على نتائج التجربة.

رجوعًا للمثال السابق لدراسة تأثر الدواء على نشاط خلايا المخ، فإن درجة حرارة مكان التجربة قد تؤثر بالسلب أو بالإيجاب على نشاط الخلايا كونها كائنًا حيًا. لذا، ولكونها عاملًا من العوامل التي يمكن التحكم فيها، يجب على الباحث أن يحافظ على درجة الحرارة ثابتة في كل الحالات، ولتكن مثلا درجة حرارة الغرفة 24 درجة سيليزية للتأكد أن نشاط الخلايا يتغر نتيجة إضافة الدواء وليس لتغرَ درجة الحرارة .

 مثال آخر: دراسة في مجال علم النفس تفترض نظرية أن مستوى طلاب المرحلة الابتدائية في مصر في اللغة الإنجليزية ضعيف. لذا، يمكن اعتبار أن مستوى الطلاب في اللغة هو المتغر المستقل، بينما الطلاب أنفسهم هم المتغر التابع للمتغر المستقل، ويكون المتغر الخاضع للسيطرة هو الظروف التي تُحيط بالطلاب مثل توحيد المرحلة الدراسية، فلا يمكن أن نقارن في هذه الدراسة مستوى طلاب بالمرحلة الابتدائية بآخرين بالمرحلة الإعدادية أو الثانوية، أيضًا لا بد وأن يكون الطلاب من نفس المدرسة، فلا نقارن بين طلاب مدرسة حكومية وأخرى خاصة أو لغات. فلا بد من التحكم بكل العوامل التي من الممكن أن يكون لها أثرٌ على النتائج.

 وهنا تبرُز أهمية توحيد معاير الباحث(Standardize your procedures) وهي توحيد وتثبيت معاير القياس في البحث، فالقيام بتجربة على أطفال في سنٍ ما، أو طلاب في مرحلة دراسية ما، يعي أن يكون كل الطلاب من نفس السن، أو مرحلة الدراسة. والأمر ذاتُه عند استخدام خلايا أو أنسجة لا بد أن يكون مصدرها نفس الحيوان.

ب - تصميم أو بناء معالم الطريق الذي سيتَّبعه البحث:

الخطوة الرابعة بعد تحديد المعاير التي سيتلزم بها الباحث، والانتهاء من التحضر للتجربة وتحديد المتغرات التي سيقوم بقياسها. يبدأ في تصميم الطريق الذي سيتبعه البحث في النهاية. هناك ثلاثة مبادئ يجب اتباعها عند تصميم التجربة البحثية:

1.  العشوائية:

في اختيار العينات، مثال:

           عند القيام بدراسة ما على سكان مدينة معينة، لن يتمكن الباحث من إجراء الدراسة على جميع السكان ،فقد يستحيل ذلك، لذا يمكن اختيار عينات من السكان تكون مُمثلة للمدينة. ويشترط لصحة هذا الاختيار ،أن يكون على أساس عشوائي، بحيث يكون لكل فرد في المدينة نفس الفرصة ليكون جزءا من الدراسة. فلا يتم اختيار سكان حي معين فقط أو مجموعة الجران المعروفين للباحث، لكن يتم اختيار عينة عشوائية غر متحيزة .

           الدراسة القائمة على حيوانات تجارب لا بد أن تخلو من أي تحيُّز، فلا ينبغي اختيار الحيوانات التي بدا عليها الضعف دون الحيوانات الأخرى التي بدت بصحة أفضل أو اختيار الحيوانات الأكبر حجمًا دون الأخرى.

2.  السيطرة المحليّة:

هي نفس مبدأ التحكم في المتغرات الخاضعة للسيطرة الذي تم شرحه سابقًا، والغرض منه تثبيت جميع العوامل التي قد تؤثر على مُخرجَات التجربة، عدا العامل الخاضع للاختبار؛ وذلك لتجنب أي تضارب في النتائج ووجود أكثر من متغر يؤثر على نتائج الدراسة.

3.  التكرار:

بعد قيام الباحث بالتجربة للمرة الأولى وحصوله على النتائج، من المتوَّقَّع عند تكرار هذه التجربة أن يحصل على نتائج مشابهة وإن لم يحدث ذلك فهناك خطأ لا بد من تداركه. فيجب عند إعادة التجربة، الحصول على نتائج متشابهة على الأقل عند إجراء التحليل الإحصائي، وأن تُعطِي النتائج نفس الأرقام أو أرقام متقاربة جدًا.

 

 

سابعًا: جمع البيانات وتحليلها:

وهي مرحلة البدء في تحليل الأرقام والبيانات التي توصّلت إليها ووضعها في سياق بحثك، حتى لو كنت دارسًا للعلوم الإنسانية.

«إن التجربة عبارة عن سؤال يطرحه العلم على الطبيعة، والقياس هو تسجيل إجابة الطبيعة عليه».

-الفيزيائي ماكس بلانك

«عليك بقياس كل ما يمكن قياسه، واجعل ما لا يمكن قياسه قابلًا للقياس».

-جاليليو جاليلي

بعد تكوين السؤال وتكوين الفرضية واختبارها، نبدأ في الخطوة الرابعة وهي تحليل البيانات. البيانات هي مجموعة المعلومات التي يحصل عليها الباحث من التجربة .

عملية تحليل البيانات تلي عملية تجميع هذه البيانات والمراد منها تحويل النتائج إلى شكل أو نمط مُوثق من التغير ،الوصول إليه يتطلب عمل تحليل إحصائي. فبالرجوع إلىُ تجربة تأثر الدواء على نشاط الخلايا، يكون المعيار الذي على أساسه يمكن تقييم نشاط الخلايا، هو معدَّل النبضات العصبية التي تَصدُر عنها، فلو أن عدد النبضات الصادرة عن الخلايا قبل إضافة الدواء هو عشر نبضات في الدقيقة، ينخفض معدلها إلى خمس نبضات/الدقيقة بعد إضافة الدواء، أو يزداد إلى خمس عشرة نبضة/دقيقة.

 بعد إجراء التجربة وتكرارها لفترة زمنية معينة، يكون لدى الباحث مجموعة من النتائج الخاصة بنشاط الخلايا قبل إضافة الدواء وأثناء إضافة الدواء وبعد إضافة الدواء. ويقوم الباحث بتجميع البيانات وتحليلها بواسطة برامج إحصائية للحصول على متوسط النتائج، وإجمالي تأثر الدواء على الخلايا، هل زاد نشاط الخلايا أم انخفض؟ أم زاد أولًا ثم انخفض بعدها؟ وهل يمكن بعد ذلك تمثيلها بيانيًا في شكل رسومات بيانية تظهِر بوضوح تأثر الدواء؟

• مثال: تسجيل بيانات درجات الحرارة خلال السنة.

تمثل النقاط الزرقاء، كما يظهر في الصورة، البيانات المختلفة المسجَّلة في أوقات مختلفة من السنة. وهناك تذبذب واختلاف واضح في البيانات بين صعود وهبوط في نقاط مختلفة. بينما يمثل الخط الأحمر متوسط النتائج، وهو الشكل العام للبيانات.

 

فقد يواجه الباحثَ مجموعةٌ من الأخطاء المتنوعة والتي تؤثر على صحة النتائج النهائية.

وتنقسم هذه الأخطاء إلى ثلاثة أنواع:

1.                 أخطاء منهجية:

وهي الأخطاء الثابتة التي تسر مع الباحث بمنهجية التجربة، إذا لم يتم اكتشافها، من التجربة الأولى وحتى الأخرة، ومنذ بداية الرحلة البحثية وحتى نهايتها. ويكون السبب وراء تلك الأخطاء:

أ‌                   - وجود عيب في الأجهزة أو الأدوات المُستخدَمة في التجربة .

مثال:

          استخدام ترمومتر يبدأ تدريجه بدرجة سيليزية واحدة بدلًا من صفر، فيتسبب ذلك في وجود خطأ مصاحب لكل القياسات طوال الوقت.

          وجود خطأ في الأجهزة الخاضعة للمُعايرة، والتي تُستخدم بكثرة في معامل الكيمياء، يؤدي لنفس النوع من الأخطاء. لذلك ينبغي على الباحث أن يقوم بمعايرة الأجهزة بانتظام للتأكد من صحة الأجهزة والأدوات المستخدمة في تجاربه باستمرار.

ب‌             - البيئة المحيطة:

هناك عامل ثابت له تأثر مثل جُهد الكهرباء المستخدم الذي يؤثر على أداء الجهاز في التجربة .

ُ

2.                 أخطاء في نظرية البحث:

كأن يتعامل الباحث مع النظرية ببساطة شديدة. فمثلًا في دراسة خاصة بدراسة مستوى طلبة الإبتدائي في مصر في اللغة الإنجليزية، كانت الفرضية أن مستوى طلبة المرحلة الابتدائية في مصر ضعيف في اللغة الإنجليزية ،فتم اختيار مدرسة ما لتخضع للتجربة ويتم الحصول على النتائج منها وتحليلها لتتبين صحة النظرية وضعف الطلبة.

ويجب الانتباه هنا إلى أنه تم التعامل مع النظرية بشيءٍ من السطحية، فثمّة اعتبارات كان لا بد من أخذها في الاعتبار، مثل: هل تمت مراعاة اختلاف مستوي طلاب مدرسة في المدينة عن مدرسة في القرية؟ أو مستوى الطلاب في منطقة شعبية عن منطقة أخرى؟ هل سيختلف مستوى الطلاب في محافظة القاهرة عن أي محافظة أخرى مثل شمال أو جنوب سيناء؟

رغم تَمكُن الباحث من الحصول على نتائج تبدو صحيحة، إلا أنه قام بتعميم النتائج وتبسيطها، مع عدم اعتبار جميع الاحتمالات التي قد تؤثر على نتائج التجربة. فيجب مراعاة الدقة في الفرضية من البداية.

مشكلة الأخطاء المنهجية أنه إن لم يلاحظ الباحث أن هناك خطأ في التقنية أو في معايرة الأجهزة فمن السهل حدوث الخطأ الذي يصعب الانتباه إليه واكتشافه.

3.                 أخطاء عشوائية:

 هذا النوع من الأخطاء لا يتصف بالثبات مثل الخطأ السابق، بل يحدث من وقت لآخر، ويرتبط في الغالب بظروف التجربة. وهو نوعان:

أ‌- مُتعلق بالمراقَـبَة: كما في مثال معالجة الخلايا بالدواء، لو أن التجربة عبارة عن إضافة الدواء للخلايا لمدة عشر دقائق، وتمت إضافة الدواء للخلايا في إحدى التجارب لمدة تسع دقائق وإحدى عشرة دقيقة في تجربة أخرى. وَتَكتَشف الاختبارات الإحصائية هذه الأخطاء العشوائية البسيطة. حيث تظهر البيانات في صورة انحناءات صعودًا وهبوطًا على محاور الرسم البياني، ولكن من خلال البرامج الإحصائية التي تقوم بحساب المتوسط والانحراف المعياري، يتم اكتشاف تلك الأخطاء.

ب‌-                   - تَغيُّر عشوائي في البيئة: مثل انقطاع التيار الكهربائي، الذي ينتج عنه اختلاف درجة الحرارة داخل الثلاجة المحفوظ بها مُستلزَمات التجربة، فتغرّ درجة الحرارة من سبعين درجة سيليزية إلى أعلى من ذلك قد يكون له تأثر سلي على التجربة وهذا قد يؤثر على دقة النتائج.

4.                 أخطاء السهو:

وهي الأخطاء التي تقع سهوًا من الباحث عند تدوين النتائج ونقلها، كنسيان رقم من الأرقام، أو تبديل رقم مكان الآخر، مثل كتابة 100 بدلًا من 10. وكل ما يحتاج إليه الباحث لتفادي هذا النوع من الأخطاء هو المزيد من الدقة، كي لا يذهب مجهوده هباءً.

 

 

ثامنا: تفسير البيانات وبناء الاستنتاجات:

حدد ما إذا كانت فرضيتك مدعومة بالنتائج التي حصلت عليها أم لا .

إذا كانت نتيجة التحليل متوافقة مع النظرية ينتقل الباحث إلى المرحلة الأخرة، أما إذا كان هناك اختلاف، يجب على الباحث الرجوع مرة أخرى إلى التجربة لتحسينها أو إجراء تجربة إضافية للتأكد من صحة الافتراضية.

«إن الفرضية لا يمكن أبدًا إثبات صحتها، فهناك احتمالية دائمة أن تثبت الأبحاث المستقبلية أنها خاطئة. ولهذا السبب، فإن الفشل في إثبات خطأ فرضية ما لا يثبت هذه الفرضية.  بل تظل مُعلقة حتى يثبت خطؤها ».

-الفيلسوف كارل بوبر

 

 

تاسعًا: مشاركة النتائج مع الآخرين:

بعد الانتهاء من الخطوات السابقة، تأتي مرحلة مشاركة النتائج وما تم التوصُّل إليه مع الآخرين. ويختلف الأمر في مصر عن الخارج في هذه الخطوة فتأتي تلك الخطوة عند مناقشة الرسالة أو عند النشر، أما في الخارج فهناك اجتماعات أسبوعية تقريبًا، تجتمع فيها المجموعات البحثية ويعرض كل باحث أمام الآخرين، ما توصل إليه من نتائج وتحدّيات التجارب، فيتم مناقشة النتائج وما واجه الطالب من صعوبات للحصول عليها. ولا ضرر في أن يناقش الباحث ما توصل إليه من نتائج مع الآخرين قبل النشر، فمعروفٌ لدى من حوله أنه يعمل بتلك النقطة البحثية ،ومعروف أنه قد توصل إلى نتائج ما، فلا يمكن أن يسبقه أحد بنشرها، ولكن يمكن للباحث أن يحتاط في حالة عرضه للنتائج التي توصل إليها أمام مجموعة بحثية أخرى تعمل على نفس النقطة حفاظًا على أفكاره. فالهدف من مشاركة النتائج مع الآخرين هو الاستفادة من الخبرات السابقة وتجارب الباحثين الآخرين عند مواجهة أي تحدٍ بالتجارب.

مما سبق، يتبين لنا أن لهذا النوع من المناقشات فائدةً عظيمة تعود على الباحث نفسه وعلى بحثه كذلك. منها ،تعزيز الفكرة وإنمائها وتقويتها، فعقل الباحث وفكره وحده ربما يغيب عنه تفاصيل يدركها آخرون. فما يغيب عنك فهمه، أو تجهل تفسره، أو يقف أمام بحثك حجر عثرة، قد يكون معروًفًا لدى طلاب آخرين، أو باحثين معك في نفس المكان واجهوا الأمر ذاته من قبل. لذا، فإن أهمية هذه النقطة لا تقتصر فقط على مشاركة النتائج التي توصّلت إليها، وإنما تمتد لتشمل حل المشكلات، وإزالة العقبات، بل والوصول إلى أفكار جديدة لدعم البحث، أو تكوين فكرة جديدة في بحث آخر. ولا تقتصر تلك الخطوات على الأبحاث في العلوم التطبيقية فحسب، بل تسر الأبحاث في مجالات العلوم الإنسانية المختلفة في نفس المضمار، فتبدأ بفرضية، يليها سؤال، يليه نظرية، ثم اختبار النظرية، والذي يكون في صورة استبيان مثلًا يتم توزيعه على عناصر الدراسة، وبناءً على نتائج الاستبيان يكون تحليل النتائج، حتى يتم الوصول إلى مُلخص البحث الذي قد يدعم النظرية الأولية أو يحتاج إلى تعديل. فما سبق ذكره من خطوات في سبيل الحصول على إجاباتٍ لأسئلة في مجال العلوم التطبيقية أو حلول لمشكلات، هو نفسه الطريق الذي تسلكه الدراسات التي تنتمي إلى أي نوع من العلوم.

 

 

 

 

 

 

المصادر

1.       أشرف حسين محروس، قاعة بحث: دراسة تطبيقية، كلية الآداب - جامعة المنوفية، شبين الكوم، 2008.

2.      أحمد شلبي، كيف تكتب بحثاً أو رسالة: دراسة منهجية لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1976.

3.      عبد الرحمن بدوي، مناهج البحث العلمي، وكالة محاضرات في مناهج البحث والمكتبات، وكالة المطبوعات، الكويت، 1977.

4.      دليل فراسكاتي: الممارسة القياسية المقترحة للدراسات الاستقصائية للبحث والتنمية التجريبية، الطبعةالسادسة). 27 مايو 2012 نسخة محفوظة 24 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.

5.      الحيزان،محمد عبدالعزيز.البحوث الاعلامية.الرياض،1431

6.      ج. سكوت أرمسترونغ وسولبرغ الأقران (1968). "في تفسير عامل تحليل". نشرة العلوم النفسية 70: 361-364

7.       تروخم، و.م.ك. مجموعة معرفة أساليب البحث (2006)

8.      كريسويل، ج.و. (2008). البحث التربوي: التخطيط والإدارة، تقييم والبحث الكمي والنوعي (3). أبر سادل ريفر، نيو جيرسي: برنتس هول. 2008 ISBN 0-13-613550-1 (صفحات 8-9)


تعليقات

المحتويات