احذر السرقة الأدبية Research
نفترض عدم رغبة أحد في الغش، ولكننا نتعرض هنا لبعض
الأشياء التي قد تقوم بها ويتم اعتبارها في المجلات والمؤتمرات العلمية نوعًا من
الغش في حين أنك لم تقصده.
أولًا، لا يمكن أن تقتبس أي شيء من ورقةٍ بحثيةٍ أخري
إلا بعد أن تذكر مصدرها. ثانيًا، لو نظرت إلى أصل كلمة plagiarism
لرأيت أنه يأتي من الكلمة اللاتينة «خاطف ،plagiarius ( والتي تعي أنك
خطفت شيئا، فلو أخذت أكثر من جملتين –تقريبًا – من أي ورقة بحثية أخري يعد ذلك
سرقة أدبية. ولكنك إن أردت هذا الجزء من هذا البحث فيجب أن تلخصه بأسلوبك، وأن تذكر
المصدر والمرجع لا أن تقوم بالقص واللصق، وإذا أردت اقتباس صورة أو شكل بياني فلا
يمكنك ذلك إلا بعد إذن الناشر، مع وجوب ذكر المرجع لهذه الصورة أو الشكل البياني
،وإن لم تفعل فسيعتبر هذا سرقة.
ولا بد أن تأخذ في الاعتبار أن هذا الأمر ينطبق أيضًا
على أبحاثك الشخصية التي قمت بنشرها، فلا ينبغي أن تقتبس نصف صفحة من بحث قمت
بنشره لاستخدامه في بحث آخر، لأن هذا الجزء تم نشره من قبل ولا يمكن نشره مرتين
فيعتبر ذلك غش ذاتي ولذا يجب أن تهتم جيدًا بهذه الجزئية، لأنك من الممكن أن تقوم
بها دون قصد وينتهي الأمر برفض الورقة البحثية والتأثر على سمعتك البحثية أحيانًا.
قد يرغب الباحث في أخذ ورقة بحثية كاملة ليضعها في
كتاب، وفي هذه الحالة يجب أن يأخذ حق الطبع من ناشر البحث الذي نشره في مجلة أو
مؤتمر، ويكون هذا الإذن –غالبا- نظر مبلغ مالي، ويجب أن تأخذ هذه الجزئية في
الاعتبار. من الأهمية أن نركز على بعض المفاهيم التي نستنبطها من حديثنا السالف،
ومنها أن تقنية الكتابة العلمية مهارة وليست موهبة مثل الشعر والرواية، وبما أنها
مهارة فيمكن تعلمها، ولا يصح قول القائل بأنه مولود وليس لديه تلك المهارة، وقد
وضحنا بالفصل السابق كيفية تعلمها، بأن تقوم بخطوة ما كل أسبوع، وأن تقرأ مقطعًا
من ورقة بحثية، ثم تكتبه بطريقتك وتلاحظ الفرق، فهذا كله يرفع من مهارتك، ولا يوجد
سقف لتلك المهارة ولكن يجب أن تطورها بشكل مستمر، وهي بلا شك عملية صعبه كتعلم أي
مهارة أخري، ولكن في نفس الوقت جائزتها كبرة جدًا. ولكن لماذا يُـعَد تعلم تلك
المهارة أمرا صعبًا؟ لأن قراءة شيء كتبته بنفسك رغبةً في تحسينه يـعَد أمرا مملًا
جدٌا، وكذا قراءة شيءٍ كتبه شخص آخر ثم تعيد كتابته بأسلوبك ثم المقارنة بينهما
عملية مملة جدًا وتتطلب تركيزا، لذلك قد يلجأ البعض إلى المرور سريعًا عليها مُقنعًا
نفسه بأنه أنجز المطلوب، ولكن ذلك لن يؤدي لتحسين المهارة لديه .
يجب عليك أن تداوم على التدريب، ومن المعروف أن التدريب
يكون مصحوًبًا بملل، لذا فمن الطبيعي أن تشعر بالضيق والتعب أثناء كتابة ورقتك
البحثية ومحاولة تحسينها، ويتضمن ذلك اللغة الإنجليزية – لغة العلم حاليًا - كما
كانت اللغة العربية في السابق هي لغة العلم، فكان العجم من فارس والروم يتعلمونها
ليفهموا الأبحاث التي كانت تُكتب في ذلك العصر، ولكن الأمر الجيد أن الإنجليزية
المطلوبة لفهم أو كتابة البحث العلمي أقل من الإنجليزية المطلوبة لقراءة الروايات
الإنجليزية والتي تحتاج لمصطلحات ومرادفات أكثر للتعبر عن الأحاسيس المتضمنة بها
على عكس الأبحاث العلمية.
المصادر
1.
أشرف حسين محروس، قاعة
بحث: دراسة تطبيقية، كلية الآداب - جامعة المنوفية، شبين الكوم، 2008.
2.
أحمد شلبي، كيف تكتب
بحثاً أو رسالة: دراسة منهجية لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة، مكتبة
النهضة المصرية، القاهرة، 1976.
3.
عبد الرحمن بدوي، مناهج
البحث العلمي، وكالة محاضرات في مناهج البحث والمكتبات، وكالة المطبوعات، الكويت،
1977.
4.
دليل فراسكاتي: الممارسة
القياسية المقترحة للدراسات الاستقصائية للبحث والتنمية التجريبية، الطبعةالسادسة).
27 مايو 2012 نسخة محفوظة 24 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
5.
الحيزان،محمد عبدالعزيز.البحوث
الاعلامية.الرياض،1431
6.
ج. سكوت أرمسترونغ
وسولبرغ الأقران (1968). "في تفسير عامل تحليل". نشرة العلوم النفسية
70: 361-364
7.
تروخم، و.م.ك. مجموعة
معرفة أساليب البحث (2006)
8.
كريسويل، ج.و.
(2008). البحث التربوي: التخطيط والإدارة، تقييم والبحث الكمي والنوعي (3). أبر سادل
ريفر، نيو جيرسي: برنتس هول. 2008 ISBN 0-13-613550-1 (صفحات 8-9)
تعليقات
إرسال تعليق