عملية البحث عند كتابة البحث العلمي The Research Process
لو تخيلنا أن البحث العلمي أشبه بكائن حي، تتكوّن دورة
حياته من مجموعة من المراحل، يختلف نشاطه في كل مرحلة عن الأخرى، ستكون مراحله
كالآتي:
•
تكوين وبناء
الفكرة البحثية .
•
قراءة ما تم نشره
وآخر ما تم التوصل إليه فيما يخص هذه النقطة البحثية .
•
تكوين النظرية أو
فرضية البحث .
•
القيام بعمل تصميم
للبحث لبناء معالم الطريق الذي سيتّبعه البحث.
•
تنفيذ البحث
وتجميع البيانات للقيام بعد ذلك بتحليلها .
•
مقارنة التحليلات
بالنظرية التي افترضناها ونتبيّن مدى مُطابقتها للأصل الذي اعتمدنا عليه في
البداية .
كل هذه المراحل جعلت مهنة البحث العلمي بحاجة إلى توافر
أكثر من مهارة لدى الباحث في آنٍ واحد، ليستحق بذلك أن يكون باحثًا محترًفًا.
مهارات البحث
لا يمكن أن يكتسبها الباحث بين عَشيَّة وضُحاها، فالأمر
يحتاج إلى وقت وجهد كبرين منذ الشروع في دراسة الماجستر، مرورا بدراسة الدكتوراه،
وحتى الوصول إلى ما هو أبعد من ذلك. فهناك طريقتين لاكتساب هذه المهارات إما عن
طريق الوعي أو اللاوعي وفي كلتي الحالتين يمر الباحث بمرحلة التدريب أولا، ثم
تليها مرحلة الممارسة العملية .
هناك طريقتان لاكتساب تلك المهارات:
•
الطريقة الأولي:
اكتساب الباحث للمهارات عن طريق الوعي، وإدراك ما يقوم به شخصٌ آخر من تقنيات ،أو
تعلّم طرق لاستخدام البرمجيات التي يحتاج إليها في البحث.
•
الطريقة الثانية:
عن طريق اللاوعي، ويكون ذلك من خلال وجود الباحث في بيئة بحثية تحيط به ويتأثر
فيها بمن حوله من باحثين، فتارًةً يتعلم منهم كيف يمكن أن يقرأ الأبحاث ويحللها بل
وينقُدُها، وتارًةً يتعلم منهم كيف يشرحون أفكارهم للآخرين باحترافية وسهولة ويسر.
كما يتعلم كيف يمكنه التغلب على المشكلات التي تواجه بحثه وذلك من خلال مشرف البحث
.
كيف تكتسب مهارًةً ما؟
هناك خطوتان مهمتان لاكتساب أي مهارة:
1. خطوة التدريب:
في هذه الخطوة يشرح أحد الأشخاص المتمكنين كيفية عمل
شيءٍ ما بالتفصيل، ويتعلم الآخرون منه. وللمساعدة في فهم ذلك، هناك ما يعرف ب:
• تحليل الحاجات التدريبية Training
Needs Analysis (TNA)، وفيه يقوم الباحث بتحليل كل احتياجاته
التدريبية في المجالات المختلفة التابعة لدراسته .
• خطة التطوير الشخصية للباحث، ويأتي دورها بعد كتابة وتحليل
تلك المهارات.
وفي نهاية الفترة التدريبية، يكون تقييم نجاح الباحث من
عدمه على أساس خطط التدريب التي كانت لديه في بداية العام، وإلى أي مدى نجح في
تحقيقها بنهاية العام.
تنقسم تلك المهارات إلى عدة أقسام:
• التقنيات والأجهزة التي يحتاج الطالب أن يتدرب عليها في
المعمل.
• المهارات التي تخص حرفة البحث العلمي نفسه، مثل كيفية البحث
عن المعلومات، كيفية تجميع البيانات وتحليلها والتعرف على الأخطاء وتحليلها.
• المهارات التي تخص قدرة الباحث على توصيل المعلومات وعرض
النتائج التي تم التوصل إليها في محاضرات ،أو ندوات عبر الإنترنت أو مؤتمرات .
• المهارات التي تُمكّن الباحث من كتابة أفكاره في مشروع بحثي
بغرض تقديمها إلى الهيئات المانِحة وجهات تمويل الأبحاث أو التقديم على الوظائف.
فيقوم طالب الدراسات العليا باتباع خطة تدريبية ويقضي
فترة الماجستر أو الدكتوراه التي تتراوح ما بين ثلاث إلى أربع سنوات في اكتساب
أكبر قدر ممكن من هذه المهارات.
2- خطوة الممارسة:
من الضروري ممارسة المهارات بشكل دائم بعد تعلُّمها
مباشرًةً. ونستدلّ هنا بهذه العبارة:
«لا تتدرب على شيءٍ حتى تتقنه، بل تدرب عليه
حتى لا يعود باستطاعتك أن تُخطئ فيه »
فالحصول على نتائج جيدة من المرات الأولى للتدريب، لا
يعي التوقف عن مواصلة الممارسة والتكرار مراتٍ ومرات ،فالغرض هنا هو الوصول إلى
الحد الذي تخرج بعده النتائج في كل مرة بشكلٍ صحيح، مما يعي أنك أصبحت «خبرًا» في
تلك المهارة .
وفي هذا السياق، دعنا نتساءل، كم يحتاج الباحث من
الساعات لنُطلق عليه لقب «الخبر» في تقنية أو مجموعة من المهارات؟ تُجيب عن هذا
السؤال دراسة مشهورة قام بها دكتور «أندروز إريكسون»، وتقول الدراسة أن الباحث
يحتاج إلى ما لا يقل عن عشرة آلاف ساعة من الممارسة، أي تقريبًا عشر سنواتٍ من
الدراسة الجادة، ليصبح مُلمًا وخبرًا بشأن مجموعة ما من المهارات. وعلى الطالب أو
الباحث ألا يقلق على الإطلاق، فهذا العدد من السنوات يمر منه تقريبًا ثلاث أو أربع
سنوات في دراسة الماجستر، ومثلها أو أكثر قليلًا في دراسة الدكتوراه، وهذا يزيد
تقريبًا عن نصف المدّة، ثم يُكمل الباحث بعدها في مرحلة ما بعد الدكتوراه النصف
الباقي من المدة، وبانتهاء هذا العدد من الساعاتُ تقريبًا يكون الباحث محترًفًا،
ما يُمكّنه بعد ذلك من أن يكون مسؤولًا كمُشرف عن أبحاث طلاب آخرين.
المصادر
1.
أشرف حسين محروس، قاعة
بحث: دراسة تطبيقية، كلية الآداب - جامعة المنوفية، شبين الكوم، 2008.
2.
أحمد شلبي، كيف تكتب
بحثاً أو رسالة: دراسة منهجية لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة، مكتبة
النهضة المصرية، القاهرة، 1976.
3.
عبد الرحمن بدوي، مناهج
البحث العلمي، وكالة محاضرات في مناهج البحث والمكتبات، وكالة المطبوعات، الكويت،
1977.
4.
دليل فراسكاتي: الممارسة
القياسية المقترحة للدراسات الاستقصائية للبحث والتنمية التجريبية، الطبعةالسادسة).
27 مايو 2012 نسخة محفوظة 24 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
5.
الحيزان،محمد عبدالعزيز.البحوث
الاعلامية.الرياض،1431
6.
ج. سكوت أرمسترونغ
وسولبرغ الأقران (1968). "في تفسير عامل تحليل". نشرة العلوم النفسية
70: 361-364
7.
تروخم، و.م.ك. مجموعة
معرفة أساليب البحث (2006)
8.
كريسويل، ج.و.
(2008). البحث التربوي: التخطيط والإدارة، تقييم والبحث الكمي والنوعي (3). أبر سادل
ريفر، نيو جيرسي: برنتس هول. 2008 ISBN 0-13-613550-1 (صفحات 8-9)
تعليقات
إرسال تعليق