القائمة الرئيسية

الصفحات

هيكل الورقة البحثية Paper structure

 

 

هيكل الورقة البحثية Paper structure

 هيكل الورقة البحثية Paper structure

  يفضَّل عند كتابة الورقة البحثية التفكر من النهاية إلى البداية. فالسبب الوحيد الذي يدفع الباحث لنشر البحث هو وصوله إلى نتائج يود أن يعرضها على الآخرين. لذا، يجب أن تكتب نتائج بحثك في جمل مختصرة، واضحة ،ومحددة. فمثلًا يمكنك أن تذكر أنك أجريت بحث كذا واستخرجت هذه النتائج أو لم تصل إلى نتائج معينة وتنتظر من يكمل البحث. عليك كذلك أن تراعي خُلو نتائجك من أي إبهام أو غموض عند قراءتها، بحيث تكون واضحة يسهُل فهمها دون لبس فتكون هكذا مثلًا: «العلاقة بين عُمْر الإنسان وصحته طردية» أو «دخل الإنسان يتناسب مباشرًةً مع صحته.»

 

 

عناصر الورقة البحثية

في أغلب الأبحاث دائمًا ما يكون الترتيب مختلف أو أن هناك بعض النقاط الغر موجودة أو مضاف إليها نقاط أخرى وذلك حسب المجلة أو المؤتمر، لكن هذا هو الشائع في أي بحث علمي.

 

 

أولاً، العنوان:

 من حديثنا السابق عنه قد تكون استشعرت أهميته، فهو ما يجذب انتباه القارئ وهو أول ما يَنظر إليه قبل أن يقرر قراءة البحث. من خلال قراءتك لأبحاث كثرة من الأشياء التي يجب أن تلقي نظرة عليها هي العنوان وطريقة كتابته حيث تقع على عاتقك مهمة إثارة إعجاب القارئ بهذا العنوان وتساؤله في قرارة نفسه عما ستتحدث عنه في البحث. العنوان من أهم الأجزاء في كتابة البحث العلمي وكتابة مقترحات المنح لرغبتك في كسب المال، لأن القارئ قد يكون بالتخصص العام وليس الدقيق، فيصبح لزامًا عليك أن تجذب انتباهه وتوفر له عنوانًا ممتعًا.

للتدرب على طريقة كتابة العنوان، قم بالاطلاع على أبحاث خاصة بغرك وقم بقراءتها وألقِ نظرة على العنوان ثم تساءل، هل العنوان جيد؟ هل يجذب انتباه القارئ؟ هل يُحضِّر القارئ للمشكلة؟ هل يعطي القارئ فكرة عن المشكلة التي تحلها هذه الورقة أم لا؟ تلك هي العناصر التي يجب أن تضعها في اعتبارك وأنت تكتب عنوان البحث.

عند كتابة العنوان هناك أشياء علينا أن نحذر منها وأخرى مسموح بها، أما ما هو مسموح فهو أن تكون العملية واضحة تمامًا كما قلنا في السابق، فلا ينبغي كتابة عنوان مُكون من ثلاثة أو أربعة أسطر وكأنك تنافس الملخص في طوله في هذه الحالة. ينبغي أن يكون العنوان عبارة عن سطر واحد فقط، لا يصح أن يكون جملة، فليس هناك فعل أو فاعل أو مفعول به. هي مجرد كلمات تعطي فكرة عامة عما سيذكر. وأما ما يجب الحذر منه استخدام كلمات لا يعرفها سوى المتخصص الدقيق لأن القارئ غر المتخصص لن ينتابه رغبة في فتح ورقتك خاصة إذا كتبت مقترح منحة وهو مالك المال فلن تحصل عليه بلا شك إذا لم يفهم العنوان مهما كانت الفكرة بارعة، وفي الوقت نفسه لا تُلقي عليه مزحة. جميعنا بالطبع مشهورون بالمزاح، فليس هناك داعٍ لأن نلجأ لهذا الأمر أثناء كتابة العنوان.

والأمر الثاني، لا تستخدم عنوانًا عامًا جدًا. لاُ تقل له «في أداء التسلسل الهرمي للذاكرة «، فكلمة «في» تعي أنك تقدم أشياء كثرة مع عدم قدرتك على وضعها جميعًا في بوتقة واحدة، فأنت تتحدث عن أداء التسلسل الهرمي للذاكرة رغم وجود مليون مشكلة تتعلق بهذا الأمر، فكيف ستقوم بحلها؟ ثالث الأمور التي يجب أن ننتبه عند التعامل معها هو إمكانية استخدامنا لكلمات مشهورة يحب الجميع استخدامها هذه الفترة مثل تقنية النانو وعلم العصبيات وعلم البيانات وعلوم الحاسب. تجنَّب استخدام تلك الكلمات ما لم تكن متعلقة بالبحث وقمت باستخدامها بالفعل وليس رغبةً في نيل إعجاب القارئ، لأنه سيعلم بأنك لم تستخدمها وفي هذه الحالة قد يتوقف عن قراءة بحثك ويضعك في القائمة السوداء حتى وإن كان ذلك في عقله الباطن فقط حتى يجد لك أوراقًا بحثية أخرى فيكون لديه انطباع مسبق بأنك لا تستخدم طريقة واضحة محددة في كتابتك، وسيعتبر قراءته للبحث محض مضيعة للوقت.

 

 

 

ثانيا، الكلمات المفتاحية:

 يفترض بعض الأشخاص وجود كلمات مفتاحية بعد الملخص، وأغلب المجلات العلمية وبعض المؤتمرات تُجبرك على استخدام كلمات محددة، هذه الكلمات المحددة تساعد قواعد البيانات في استخراج الورقة البحثية أثناء قيام أحدهم بالبحث عنها، لكن هناك بعض المؤتمرات والمجلات لا تطلب استخدام كلمات محددة فكان لزامًا أن يكون العنوان هو الأهم، وفي نفس الوقت هذه الكلمات مهمة كذلك لأنك تستخرجها من العنوان أو العكس، ولأن المجلات أو المؤتمرات لا يوجد بها كلمات محددة، فالعنوان مهم جدًا.

 

 

ثالثًا، الملخص:

 هناك أشخاص كُثُر يفضلون كتابة الملخص كآخر جزء باعتبار أن الورقة البحثية هي الرحلة التي يقطعها القارئ من المقدمة حتى الاستنتاج، فيكون لديه الملخص في النهاية. ولكن بعد جذب انتباه القارئ بالعنوان يبدأ بإلقاء نظرة على الملخص، فهو ما يقنعه بأن الورقة فعلًا تستحق القراءة، ولا ينبغي أن يكون الملخص طويلًا لأن الملخص لا يعتبر جزًءًا من الورقة، وإنما تلخيص لها وللنتائج والفكرة أيضًا، وتذكر فيه المشكلة، وهو عادة عبارة عن فقرة أو اثنتين في أغلب المجلات والمؤتمرات العلمية حيث يتضمن ماهية المشكلة التي تقوم بحلها ولماذا تعد مهمة إضافة الفكرة العامة للحل. لاحِظ أن القارئ في بداية قراءته للورقة لن يكون على علم بالحل وإنما هو دورك في تقديم أجزاء صغرة له، فلا تكشف كل الحكاية في الملخص ولكن تطرح الحل بصورة عامة ثم جملة أو اثنتين عن النتائج مع التوضيح بأن الحل المقدم مثلا قاد إلى نتائج أفضل بنسبة خمسين بالمائة من أفضل نتيجة موجودة حاليًا، وهكذا.

 

 

رابعًا، المقدمة:

 يرى الكثرون أنها مملة ولا يعرفون ماذا يكتبون فيها، لأنها ليست مراجعة للأبحاث السابقة، ولا تحتوي على شرح للنتائج ولا الفكرة، ولا تتشابه مع الملخص أو الاستنتاج، إذا ما المقدمة؟ وماذا تكون؟ الفكرة أن الملخص عبارة عن فقرة أو اثنتين، تشرح فيه الفكرة بطريقة عامة جدًا، وهنا تجذب انتباه القارئ، فتبدأ بشرح المشكلة بطريقة تفصيلية أكثر دون تفاصيلها الدقيقة بالطبع. حتى هذه اللحظة لم تخبره بالحل، بل ذكرت المشكلة العامة فقط، فمثلًا، ذاكرة الحاسب هي ثاني أبطأ شيء في جهاز الحاسوب بعد وسائل التخزين، بما فيها القرص الصلب، فإذا أردت تحسين سرعتها فتذكُر في الملخص أن الذاكرة أبطأ جزء في الحاسوب ونريد زيادة سرعتها، مع ذِكر الطريقة وكيف قمت بتطبيقها عن طريق تغير بعض الأوامر الموجودة في البرنامج، وقد أنتج هذا الأمر زيادة السرعة بنسبة ثلاثين بالمائة. يمكنك كذلك أن تذكر في المقدمة أن الذاكرة مكون أساسي في هيكل الحاسوب من المعالج وحتى القرص الصلب، وقد تعرض رسمًا يوضح أسباب بطء الذاكرة، وما يمكن إهماله من هذه الأسباب وما لا يصح إهماله بل يتم استغلاله في تحسين سرعة الذاكرة، فيُعد ذلك من ضمن إسهاماتك وهو ما قمت به لتحسين سرعة الذاكرة ،مع ذكر التجارب ونتائجها، وبهذا تنتهي المقدمة.

 

 

خامسًا، الخلفية:

 ذكرنا من قبل أنواع القُراء ومنهم نوع في التخصص العام وليس في تخصصك الدقيق، إذا بدأت التحدث في حل صعب قليلًا، أي يحتاج معلومات دقيقة جدًا في هذا المجال قد يترك القارئ العام الورقة وإن كانت مُقترح للحصولعلى منحة فلربما لا يكمل قراءته ويرفض المقترح.

جزء الخلفية يجب أن يكون شرحًا قصرا، وانتبه لكلمتَيْ قصر وشرح، أي أنك لا تذكر كل شيء عن المجال، ولكنك تريد أن تعطيه ما سيحتاج إليه من هذا المجال ليفهم الورقة البحثية فقط، ولذا تحتاج الخلفية التروي في التفكر عند كتابتها. فيمكنك أن تتساءل مثلا، ما الذي يحتاج إليه شخص من مجال علوم الحاسب وغر متخصص في تصميم المعالجات متناهية الصغر كي يفهم الورقة البحثية لا ليفهم تصميم المعالجات متناهية الصغر كله؟ وبذلك يصبح الأشخاص ذوي التخصصات غر الدقيقة سعداء بقراءتهم للورقة، وفي هذه الحالة سيكون من مشجعي ورقتك ،سواء كانت مُقترح للحصول على منحة أو كان محرًرًا. ربما يكون هذا الأمر مملًا لشخص في التخصص الدقيق وقد لا يقرأ جزء الخلفية ويتعداه إلى ما بعده وهذا أمر لن يضايقه في شيء.

 

 

سادسًا، الأعمال المتعلقة السابقة:

 أثناء قراءة القارئ للورقة، وخلال رحلته للوصول لفكرتك، لا بد وأن تعرض عليه أعمال السابقين المتعلقة بعملك ،فهذه الأعمال قد تكون حلًا لمشكلة شبيهة للمشكلة التي تعمل عليها، وقد يكون إسهامك هو أن تستعين بهذا الحل في مشكلتك وتطبقه على حالة أنت بصددها فتشر إلى صاحب الحل.

إذا قمت بالاطلاع على أبحاث كثرة ستلاحظ أن الأعمال المرتبطة بعملك يتم ذكرها قبل الفكرة وأحيانًا قبل الاستنتاج، أي بعد التجارب والمناقشة، وأحيانًا تكتب فيهما معًا. إذا تطرق لفكرتك أو نقطتك البحثية التي تحاول حلها أحدهم من قبل وكان الحل الخاص بك أفضل من حلّه، أو أن حلّه به من الأخطاء التي لم يتم تحسينها أو تصحيحها، بينما حلك به بعض تصحيح والأفضلية فتَذكر هذه الأعمال قبل فكرتك، أما إذا كان عملك مكملًا لأعمال السابقين ومن الممكن دمجهم معًا في نظام أكبر فتعرض الأعمال المتعلقة بعملك بعد التجارب والمناقشة ،أما إذا كان البحث يحتوي على الحالتين، أي أنك تقوم بتحسين حلول السابقين وتدمجها مع حلول أخرى فتقوم بوضع جزء قبل الفكرة وآخر بعد التجارب والمناقشة حسبما تقوم به من تحسين أو دمج .

 

 

سابعًا، الفكرة:

 بعد أن ينتهي القارئ من الاطلاع على محتوى ورقتك البحثية ويبدأ في استنتاج أو تخمين الحل، يكون عليك أن تخبره به. وعندما تشرح فكرتك تخيل أنك تقوم بشرحها لأحدهم وأنك تقف أمام سبورة، فمثلا كأن تخبره بوجود معادلة ما وأشرت إلى الحد الثاني والثالث وبأن هذه الحدود تعتمد على كذا وكذا كأنك تشرح. لاحِظ بأنك تشرح فكرة عامة وتعطيه الحكمة من الفكرة فقط دون الدخول في التطبيق وبذلك يكون لدى القارئ البديهيات ويصبح من الممكن أن تخبره فيما بعد بالتطبيق. قد تتساءل لماذا يجب عليك ذلك؟ لأن القارئ قد لا يهمه سوى الحكمة أو الفكرة الأساسية للحل ولا يهمه التفاصيل والتطبيق وما إلى ذلك، فلا يريد سوى الفكرة الأساسية ليستخدمها في شيء آخر، في هذه الحالة لن يكمل قراءة ورقتك البحثية لأنه يريد هذا الجزء تحديدا وبهذا تكون قد أفدته أيضًا كما أنه سيعطي مكانة لعملك المقدم .

 

 

ثامنًا، الأمثلة من أركان الورقة البحثية:

أهم عامل في كتابة الورقة البحثية هو ذِكر أمثلة كثرة على الفكرة، وهذا يحتاج إلى تفكر ونظر في عملك الذي أنجزته. وكلما تدبرت وشرحت بالأمثلة ستتعمق في فهم بحثك أكثر فأكثر، وتستطيع بعد ذلك أن تحسنه. فالأمثلة من أهم عناصر الورقة البحثية.

إن أفضل الأوراق البحثية التي كُتبت على مدار التاريخ العلمي هي التي تذخر بالأمثلة. ومن الأمثلة نستطيع أن نستنتج التسلسل المنطقي في البحث والذي يجذب القارئ لاستكمال القراءة ويعمق الفكرة في ذهنه. وتوضَع الأمثلة في أثناء الشرح أو في المقدمة أو في المراجعة، فتذكر أعمال أناس آخرين وتبين القصور في عملهم بوضع مثال يوضح هذا القصور وأنك عالجت موضع القصور ببحثك هذا .

حيث تستخدمها لتُبرز ما احتوت عليه من قصور أو عقبات كانت سببًا في نشأة فكرة البحث لديك، وهذا هو التسلسل المنطقي الذي دائما ما يبدأ بأمثلة. وإذا لاحظت - عزيزي القارئ - أن أفضل المقالات التي تقرأ - أيًا كان مكان هذه المقالات جرائد أو كتب، وبأي لغةٍ كانت وفي أي مجالٍ كان، علمي أو غر علمي - هي المقالات التي تبدأ دائما بمثالٍ أو بقصةٍ، لأنها بذلك تعطيك الإطار العام للموضوع مما يبسّط طريقة الشرح. وهذه الأمثلة من الممكن أن تضعها في أثناء شرح فكرتك، أو في المقدمة، أو في المراجعة، حتى تقنع القارئ بأهمية البحث الذي تعمل عليه، ومن الممكن أن تضعها في مراجعة الأبحاث السابقة.

 

 

تاسعًا، التجارب والمناقشة:

يأتي وقت المرحلة التالية وهي أن تبرهن على صحة فكرتك، وذلك يتأتى من التجارب التي قمت بها، فعندما تبدأ في شرح التجارب –ولقد كُتبت العديد من المقالات في المجلات العلمية مثل:  Science، AmericanScience، Scientists، عن موضوع شرح التجارب في الورقة البحثية - لا بد وأن تشرح الأجهزة والبرامج التي استخدمتها في هذه التجارب بحيث يكون باستطاعة من يقرأ ورقتك البحثية أن يؤدي نفس التجارب التي قمت بها ،فإن لم يستطع فهذا يدل على وجود خطأ ما في عملك وأن ما قمت به من تجارب لن يستطيع أحد أن يكررها.

هناك عدد من الخطوات التي يجب أن تحرص عليها في مناقشاتك:

أولًا: أن تقارن نتائجك مع النتائج التي توصل إليها باحثون آخرون.

ثانيا: تستعرض من يؤيدك منهم في نتائجك ومن يعارضك.

ثالثًا: توضح سبب حصول من يعارضك على نتائج مخالفة لك ولماذا توصل من يؤيدك إلى نفس نتائجك.

فلاحظ عزيزي القارئ أنك من الممكن أن يكون لديك فكرة جديدة، ولكن آخر لديه فكرة أفضل، فلا بد أن يقارنها بفكرتك فإن لم يستطع فهذا يدل علي وجود مشكلة، وبعض الناس يخشى من شرح إعدادات التجربة - مثل الأجهزة المستخدمة وطريقة توصيلها - لأنه يخشى خروج نتائج مختلفة لدى من يقوم بتكرار نفس التجارب ،فيدل ذلك على خطئه في شيءٍ ما، لذلك إن أخطأت في شيءٍ سيظهر بعد ذلك فمن الممكن أن تنبه إليه بأن تنشر في مجلةٍ عن هذا الخطأ - لعدم رغبتك في خداع الناس - وهذا ما يساعد في مسرة العلم بأن يحاول الآخرون تكرار تجاربك أو تحسينها أو استخدامها في عملهم، لذلك فان إعدادات التجارب من أهم العناصر في البحث، وإن كانت تختلف من مجال لآخر، حيث يقل وجودها في المجالات النظرية مثل الفيزياء النظرية والتي تكون معتمدة في الغالب علي المعادلات الرياضية، بينما في المجالات التطبيقية يتم استخدام أجهزة غالية الثمن يصل ثمنها إلي ملايين الجنيهات، بينما في حالة الباحثين في مجال هندسة الحاسب، حيث يتم استخدام جهاز المحاكاة فيوضِّح الباحث نوعه وطريقة إعداده والمدخلات التي أدخلها إليه.

لذا – عزيزي القارئ – من المهم جدًا التأكد من صحة إعدادات التجارب بأن تجعل نفسك في موضع القارئ وتسأل نفسك، هل يستطيع القارئ أن يقوم بنفس التجارب بعد أن ينتهي من قراءة إعدادات التجارب التي كتبتها؟ أم سيضطر أن يراسلي ليستفسر عن كيفية عملي للتجربة؟

بعد انتهائك من شرح إعدادات التجارب تبدأ في شرح التجارب نفسها، وتستخرج بعض الأشكال التوضيحية ،وأثناء ذلك لا بد وأن تبتعد عن جُمل من قبيل «كما نرى من الشكل البياني رقم ستة فإن )س( تزيد مع )ص( ،لأن المهم هو لماذا تزيد )س( مع )ص(؟ والأهم هو علامَ تدل تلك العلاقة؟ والأهم من هذا وذاك ما الحالات التي لا تزيد فيها ص بزيادة س؟ ولكن أن تكتفي بقول )س( تزيد مع )ص( فهذا يعرض ورقتك البحثية للرفض، لذا وجب أن نضع ذلك نُصب أعيننا، وفي الحقيقة فإن هذا ليس سهلًا، فقد يكون لديك فكرة جيدة والنتائج التي حصلت عليها من التجارب جيدةٌ جدًا، لكنك لا تعلم سبب خروج هذه النتائج بهذه الجودة العالية، ومرًةً أخرى نتذكر قول القائل «لقد قمت بتجربتها وكانت هذه هي النتيجة»، وفي بعض الأحيان تكون الأرقام الناتجة كلها جيدة عدا رقم واحد نتيجته سيئة، فلا تعلم لما هذا الرقم نتيجته سيئة؟ فتبدأ بالنظر إلى خطوات عملك مرة أخرى متسائلًا: هل الخطأ من جهاز المحاكاة أم من التجربة نفسها علي الحاسب؟ وهذه العملية تستغرق وقتا طويلًا، لذلك فالتحليل يعي أنك لا تبدأ بالنشر بمجرد خروج نتائج جيدة في البحث، بل بالعكس فهذه المناقشة هي التي تجعل الآخرين يأخذون الحكمة النهائية من عملك، فبعد عامين أو ثلاثة لن يتذكر الآخرون الأرقام الواردة في بحثك ،ولكن سيتذكرون الحكمة من عملك.

 

 

عاشرًا، الاستنتاج والخاتمة:

في كل نقطة تضعها في استنتاجاتك، يجب أن يكون لها جزء في المناقشات داخل رسالتك، وهذا يعي أنه لا بد من وجود دلائل على استنتاجاتك مصدرها هو بحثك ومقارناتك بين استنتاجاتك وغرها من الاستنتاجات الواردة في الأبحاث السابقة .

أما عن الخاتمة إن كانت فكرتك عن الخاتمة هي تلخيص الورقة البحثية - كأن تسرد ما قمت بعمله، وأن تقول إننا قمنا بحل المشكلة، واكتشفنا أن هذا الحل أفضل من الحلول الأخرى بنسبة ثلاثين بالمائة مثلًا - ثم تنهي الخاتمة عند ذلك فإن هذا الكلام لا وزن له، لأن من وصل إلى هذه النقطة يعرف هذا الكلام، وأنت في هذه الفقرة لم تضف إليه جديدًا، ولكن الفكرة من الخاتمة هي أن تلخص للقارئ الرؤى، أي أنك تعطي القارئ الفكرة العامة من البحث، فهذا ما سيتذكره القارئ.

يحبذ البعض وضع خطط العمل المستقبلية، فمثلا، توضح بأن الحل المقترح ليس الحل النهائي، فلقد قدمنا حل الجزء الأول من المشكلة، أما الجزء الثاني من المشكلة فسنقوم بتقديم حله في الورقة البحثية التالية، فهذا ممكن ويحدث بكثرة في حين أن بعض الناس يخشون من وضع خطط العمل المستقبلية الخاصة بهم حتى لا يسرقها البعض ويعمل عليها، وهذا ليس بالمنافسة الشريفة فلو كان هناك عمل مستقبلي فمن الأفضل أن تذكره.

وقد يطرأ على ذهنك - عزيزي القارئ - سؤال وهو ما الفرق بين الملخص والخاتمة؟ الملخص هو ما تقوم من خلاله بتلخيص البحث، فتذكر ما المشكلة، وكيف قمت بحلها، وما النتائج. أما الخاتمة، فمن خلالها تخبر القارئ عن سبب وفلسفة خروج هذه النتائج الجيدة، وعن سبب ملائمة الحل الذي قدمته، وعن الصفات التي يجب أن تكون موجودة في الحل حتى يصبح مناسبا، وما يمكن استخدامه فيه، وباختصار فإن ما يكتبه الباحث في الخاتمة هو ما يريد أن يتذكره القارئ بعد عامين من القراءة، هذا إن لم يقم أحدهم بعملٍ أفضل مما قمت به بعد ذلك ،فبعض الناس يقولون إن قوة الورقة البحثية تقاس بعدد الأوراق البحثية التي تم تهميشها بسبب تلك الورقة البحثية لأنها أفضل منها. ففي مجال التكنولوجيا لو ابتكرت تقنية جديدة وأخرجت نتائج أفضل بعشرة في المائة أو أعلى من أفضل تقنية موجودة فعادةً ما تسمى هذه التقنية الجديدة»Disruptive Technology التقنية الإحلالية »وذلك يعي أنك قمت بعمل شيءٍ جديدٍ جدًا، ومن الممكن أن يتوقف استخدام التقنيات القديمة وتستبدل بالتقنية التي قدمتها، أما إذا كانت النتائج تتراوح بين خمسة إلى عشرة بالمائة فهذا هو المعدل الطبيعي لجودة العمل، ومن الممكن أن يستخدمها الناس أو لا يستخدمونها. أما إن كانت النتائج أقل من خمسة بالمائة، فعادةً ما يسمى ذلك بالخطأ الصفري لعدم وجود قياسات متطابقة بنسبة مائة بالمائة، فلو حسنت النتائج الأصلية بنسبة ثلاثة بالمائة – مثلًا– فلا قيمة لها.

 

 

 

 

 

 

المصادر

1.       أشرف حسين محروس، قاعة بحث: دراسة تطبيقية، كلية الآداب - جامعة المنوفية، شبين الكوم، 2008.

2.      أحمد شلبي، كيف تكتب بحثاً أو رسالة: دراسة منهجية لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1976.

3.      عبد الرحمن بدوي، مناهج البحث العلمي، وكالة محاضرات في مناهج البحث والمكتبات، وكالة المطبوعات، الكويت، 1977.

4.      دليل فراسكاتي: الممارسة القياسية المقترحة للدراسات الاستقصائية للبحث والتنمية التجريبية، الطبعةالسادسة). 27 مايو 2012 نسخة محفوظة 24 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.

5.      الحيزان،محمد عبدالعزيز.البحوث الاعلامية.الرياض،1431

6.      ج. سكوت أرمسترونغ وسولبرغ الأقران (1968). "في تفسير عامل تحليل". نشرة العلوم النفسية 70: 361-364

7.       تروخم، و.م.ك. مجموعة معرفة أساليب البحث (2006)

8.      كريسويل، ج.و. (2008). البحث التربوي: التخطيط والإدارة، تقييم والبحث الكمي والنوعي (3). أبر سادل ريفر، نيو جيرسي: برنتس هول. 2008 ISBN 0-13-613550-1 (صفحات 8-9)


تعليقات

المحتويات