التحكم في ضغط الدم hypertension
تعتبر جميع العقاقير التي تهدف إلى خفض ضغط الدم على
القدر نفسه من الفعالية تقريبا، حيث تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 10
ملم زئبقي، كما تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الانبساطي بمقدار 5 ملم زئبقي. يستجيب
مختلف الأشخاص لتلك العقاقير بطرق مختلفة: فعلى سبيل المثال، يستجيب كبار السن
بشكل أفضل لبعض الأدوية أكثر من غيرها، كذلك الحال بالنسبة للأشخاص الذين يسكنون
منطقة الكاريبي ذوي الأصول الأفريقية. والجدير بالذكر أنه من الممكن أن يتحقق
الانخفاض نفسه في مستويات ضغط الدم الذي يحققه أي عقار من العقاقير الخافضة لضغط
الدم، إذا كان هناك التزام صارم من قبل المريض بنصائح الطبيب بشأن الحد من تناول
الملح، وفقدان الوزن والاكتفاء بتناول كميات معتدلة من المشروبات الممنوعة.
إذا كنت تستخدم العلاج عن طريق العقاقير الخافضة للضغط،
فيجب أن تتذكر أيضا أن تأثير بعض العقاقير يكون أكبر إذا قمت بتقليل استهلاك الملح
في الوقت نفسه الذي تتناول فيه تلك العقاقير، لذا فإن الأمر يستحق بذل الجهد
اللازم لخفض كمية الملح.
استخدام علاجات متعددة (العلاجات التوليفية)
عادة يكون تناول قرص واحد يومية كافية للسيطرة على ضغط
الدم عند حوالي ربع الأشخاص الذين يخضعون للعلاج عن طريق العقاقير الخافضة للضغط.
ولكن يحتاج معظم الأشخاص الباقين إلى العلاج المزدوج من خلال استخدام اثنين من
العقاقير المختلفة، ويحتاج حوالى 25% من الأشخاص إلى العلاج الثلاثي ثلاثة عقاقير
مختلفة من أجل السيطرة على ضغط الدم.
ولحسن الحظ، لو كنت بحاجة إلى العلاج الثلاثي، فهذا
يعني عادة أن تتناول ثلاثة أقراص فقط يومية. ومن الممكن أن تتناول كل الأقراص معا
في جرعة واحدة، إما في الصباح أو في المساء . وقد قل استخدام الأنواع الأخرى
القديمة من العقاقير، التي يجب أن يتم تناولها مرتين أو ثلاث مرات يومية،
باعتبارها أنواع عفا عليها الزمن. ويعتبر ذلك أمرا جيدا، لأنه كلما زاد عدد المرات
التي يجب أن تتناول فيها الأقراص يومية، زاد احتمال نسيان تناول إحدى الجرعات في
بعض الأحيان.
ضغط الدم الذي يصعب التحكم فيه
إذا كنت واحدة من الأشخاص القلائل الذين يكون من الصعب
جدة التحكم في ضغط الدم لديهم، فمن الممكن أن تتم إحالتك إلى أخصائي، وهناك عدد
قليل من الأشخاص الذين يكاد يكون من المستحيل السيطرة على ضغط الدم عندهم. ربما يكون
السبب على الأرجح هو أنهم لم يبدأوا العلاج عن طريق العقاقير الخافضة الضغط الدم
حتى مرحلة متأخرة من تطور المرض، وبالتالي تفاقمت التغييرات الهيكلية في الشرايين
الصغيرة إلى حد لم تعد العقاقير تؤثر عليها بشكل جيد.
لقد بات من الواضح بشكل متزايد وجود تأثير كبير للمعطف
الأبيض (فرط ضغط الدم المصاحب لرؤية الطبيب على الكثير من الأشخاص الذين يعانون من
ارتفاع ضغط الدم الذي لا يمكن السيطرة عليه، وقد يكشف جهاز قياس ضغط الدم المتنقل ABPM
أن الضغط يكون غير منضبط عندما يقاس فقط في عيادة الطبيب. وبعد أن يترك المريض عيادة
الطبيب، قد يكشف جهاز قياس ضغط الدم المتنقل ABPM
أن ضغط الدم في الواقع منضبط بشكل جيد. ويعتبر ذلك أحد الأسباب التي تجعل
الإرشادات الطبية تؤكد بشكل متزايد على أهمية قياس ضغط الدم في المنزل.
ومع ذلك، لا بد من التأكيد على أن معظم الأشخاص الذين
يعانون من ارتفاع ضغط الدم، مصابون بارتفاع طفيف فقط في ضغط الدم، والذي يمكن
السيطرة عليه بسهولة. وإذا كنت من فئة هؤلاء، فمن الممكن أن تحصل على الرعاية
الجيدة من قبل الطبيب والممرضة.
العلاج طويل الأمد
يوجد عند الكثير من الأشخاص اعتقاد خاطئ أنهم سيحتاجون
إلى تناول العقاقير الخافضة لضغط الدم لفترة قصيرة فقط، تماما مثل تناول جرعة من
المضادات الحيوية لفترة قصيرة، وبعد ذلك يمكنهم أن يتخلصوا من الأمر كله. يعتبر
ذلك سوء فهم خطير للغاية، حيث إن الشخص إذا ما توقف عن تناول الأقراص، فسيكون أكثر
عرضة لخطر الإصابة بالأزمة القلبية أو السكتة الدماغية.
ينبغي أن يتم تناول العقاقير الخافضة لضغط الدم في ما
تبقى من حياة المريض، مع وجود استثناءات قليلة جدا. وكلما تقدم المريض في العمر،
كلما ارتفع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وبالتالي تزداد الاستفادة من العقاقير
الخافضة لضغط الدم بشكل كبير. واذا توقف المريض عن تناول العقاقير الخافضة للضغط
وظل ضغط الدم منخفضة، فإن ذلك يبعث على التساؤل عما إذا كان المريض قد أصيب فعلا
بفرط ضغط الدم في أي وقت مضى، أو عما إذا كان العلاج قد بدأ على أساس قراءة واحدة
لضغط الدم المرتفع تم قياسها عندما كان المريض تحت الإجهاد أو التوتر، وذلك بسبب
قياس ضغط الدم في بيئة غير مألوفة. في واقع الأمر، فإن احتمال أن يكون أي شخص
يعاني من فرط ضغط الدم الحقيقي قادرة على التوقف عن تناول الأقراص الخافضة للضغط،
هو احتمال ضعيف.
تغيير نمط الحياة
مع ذلك، إذا كنت تعاني من ارتفاع طفيف في ضغط الدم بشكل
أساسي، وإذا لم تكن في حاجة إلى أكثر من قرص واحد يوميا من أجل ضبط ضغط الدم، فإنه
من الممكن أن تتوقف عن العلاج بالعقاقير الخافضة للضغط إذا قمت ببعض الأمور وأهمها
تغيير النظام الغذائي بحيث يكون قليل الملح وقليل الدسم، تناول الخضروات أو الفاكهة
بما لا يقل عن خمس مرات في اليوم الواحد، إنقاص الوزن، التقليل من تناول المشروبات
الممنوعة، وممارسة المزيد من التمارين الرياضية.
حتى مع ذلك، فإن ما يقرب من نصف الأشخاص الذين يتمكنون
من القيام بذلك سيحتاجون إلى إعادة بدء العلاج بالعقاقير في مرحلة معينة. وإذا
وافق الطبيب على أن يتوقف المريض عن العلاج بالعقاقير، فإنه سيطلب من المريض أن
يراه بانتظام من أجل الفحص والمتابعة، وستكون الزيارات في البداية شهرية ثم تصبح
بعد ذلك كل ثلاثة أشهر من المحتمل جدا أن يرتفع ضغط الدم في نهاية الأمر مرة أخرى،
وسيحتاج المريض إلى العودة لتناول الأقراص الخافضة لضغط الدم.
من المرجح للغاية أن الأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج
المزدوج (تناول عقارين مختلفين في الوقت نفسه) للتحكم في ضغط الدم، لن يكونوا
قادرين على التوقف عن العلاج بالعقاقير نهائيا. ومع ذلك، يوجد بعض الأدلة على أن
الأشخاص الذين كان من الصعب التحكم في ضغط الدم لديهم في البداية، والذين يحتاجون
إلى استخدام العلاج الثلاثي أو الرباعي، قد يصبح التأثير في ضغط الدم لديهم أسهل
بكثير مع مرور السنين، وبالتالي فمن الممكن تخفيض عدد الأدوية أو العقاقير التي
يتناولونها.
التوقف عن العلاج
مثل الكثير من الناس الذين يتناولون العقاقير الخافضة
لضغط الدم، قد تميل إلى التوقف عن تناول تلك العقاقير أو التوقف بالفعل عن تناولها
من دون العودة إلى الطبيب. من السهل جدا أن تقنع نفسك بأنك لا تحتاج فعلا لتلك
العقاقير لأنك على ما يرام ولأنك لا تشكو من أي عارض. لكنك إذا قمت بذلك، فإنه من
المحتمل أن ينتهي بك الأمر في يوم ما بأن تجد نفسك في قسم الحوادث والطوارئ في
المستشفى المحلي، لأنك ستكون قد أصبت بإحدى مضاعفات فرط ضغط الدم، مثل الأزمة
القلبية أو السكتة الدماغية.
وبدلا من ذلك، قد تعود في النهاية إلى الطبيب وأنت مصاب
بارتفاع شديد في ضغط الدم والذي يكون من الصعب للغاية التحكم فيه، وبالتالي ستحتاج
بعد ذلك إلى تناول ثلاثة أو أربعة أو حتى خمسة عقاقير مختلفة. من الممكن أن تتجنب
حدوث ذلك إذا داومت على تناول العلاج الذي وصفه لك الطبيب، والذهاب بشكل منتظم إلى
عيادة الطبيب من أجل الفحص والمتابعة.
مراقبة الحالة الصحية والعلاج
بعد أن يتم تقييم فرط ضغط الدم لديك من قبل الطبيب،
والتحكم في الضغط عن طريق العلاج، ربما ستحتاج إلى القيام بفحص ضغط الدم أربع مرات
فقط في السنة. ومن المهم أن تعود إلى تلك الفحوصات من أجل التأكد من أن ضغط الدم
منضبط، ومن المحتمل أن تتم مقابلاتك مع إحدى الممرضات التي تم تدريبها تدريبة
خاصة، بدلا من الطبيب.
ومن حين لآخر، قد تحتاج إلى إجراء اختبارات أخرى إلى
جانب قياس ضغط الدم، مثل اختبارات الدم التي تفحص وظائف الكلى، أو في بعض الأحيان
مخطط كهربية القلب ECG، وينبغي أيضا أن
يتم فحص مستويات الكولستيرول في الدم، وذلك لأن ارتفاع نسبة الكولستيرول في الدم
يعتبر من أهم عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب تماما مثل ارتفاع ضغط الدم،
وبالتالي فإن العلاج الخافض للكولستيرول يساعد أيضا في الحفاظ على حياة المريض.
المصادر
·
ضغط الدم, أد-دي-جي-بيفرز
(2012) ,المجلة
العربية – الرياض – السعودية.
·
Grim CE, Grim CM (March 2016).
"Auscultatory BP: still the gold standard". Journal of the American
Society of Hypertension. 10 (3): 191–3. doi:10.1016/j.jash.2016.01.004. PMID
26839183.
تعليقات
إرسال تعليق