القائمة الرئيسية

الصفحات

تطور علاج خفض ضغط الدم عن طريق العقاقير hypertension

 

تطور علاج خفض ضغط الدم عن طريق العقاقير hypertension


تطور علاج خفض ضغط الدم عن طريق العقاقير hypertension

حتى الخمسينيات من القرن الحالي، لم يكن يوجد أي شيء تقريبا يمكن أن يفعله الأطباء من أجل ، وبالتالي تعرض المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الحاد إلى الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي، فوقف الأطباء مكتوفي الأيدي حيال تلك الأمراض. وخلال أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، أصبحت العقاقير الخافضة لضغط الدم متوفرة، وساعدت تلك العقاقير على خفض ضغط الدم وإنقاذ الأرواح. لكن العديد من هذه العقاقير البدائية كان يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة، لذلك لم تعد تستخدم حاليا، ولم يكن يتم السماح باستخدام تلك العقاقير إلا مع المرضى الذين يعانون من حالة سيئة للغاية. خلال السبعينيات، ظهر بعض العقاقير التي تتميز بأن الآثار الجانبية التي تنتج عنها قليلة وغير خطيرة، وبالتالي كان من الممكن إعطاء تلك العقاقير للاشخاص الذين يعانون من ارتفاع متوسط في ضغط الدم والذين كانوا أقل عرضة لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

تم تنفيذ عدد كبير من التجارب التي أجريت بشكل جيد والتي تمت من خلالها المقارنة بين العلاج بالعقاقير والعلاج بالأقراص الوهمية. ولم يتم استكمال كل هذه التجارب بعد أن تبين أن الأشخاص الذين يتناولون العلاج عن طريق العقاقير تقل لديهم احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية، عن أولئك الذين يتلقون العلاج الوهمي. وبعد جمع نتائج كل هذه التجارب، أصبح من المعروف حاليا أن العلاج عن طريق العقاقير الخافضة لضغط الدم لجميع مستويات فرط ضغط الدم، يؤدي إلى تخفيض معدلات الإصابة بالسكتات الدماغية بنسبة تتراوح من 35-40%، وتخفيض

معدلات الإصابة بمرض القلب التاجي بنسبة تتراوح 20-25% .

ومن الممكن أن يتعرض الأشخاص الذين يعانون من فرط ضغط الدم للإصابة بالأزمات القلبية نتيجة لعوامل أخرى، على سبيل المثال، تدخين السجائر أو وجود مستويات عالية من الكولستيرول في الدم. ومع ذلك، يمكن القول حاليا أنه من الممكن أن يتجنب الشخص مضاعفات فرط ضغط الدم إذا أمكن التحكم في مستوى ضغط الدم.

ويعتبر التطور الذي حدث في العقاقير الخافضة لضغط الدم - والتي لا ينتج عنها إلا آثار جانبية قليلة بالإضافة إلى فوائدها الهائلة في مجال الوقاية من الأزمات القلبية والسكتات الدماغية - واحدة من أكبر التطورات التي حدثت في الرعاية الطبية منذ الحرب العالمية الثانية. ويعتبر هذا التطور على أقل تقدير مساوية للثورة التي تحققت في تطوير المضادات الحيوية الفعالة.

لقد أظهرت العقاقير الخافضة لضغط الدم قدرة كبيرة من الفعالية في تقليل أو منع الفشل الكلوي عند مرضى السكري سواء كانوا مصابين أو غير مصابين بارتفاع ضغط الدم. وفي الآونة الأخيرة، ثبت أن بعض العقاقير الخافضة لضغط الدم تمنع حدوث التلف في شبكية العين عند الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري.

علاوة على ذلك، من الممكن أن يؤدي علاج فرط ضغط الدم عن طريق استخدام بعض العقاقير الخافضة لضغط الدم، إلى تقليل احتمال حدوث الأزمات القلبية في المستقبل عند الأشخاص الذين تعرضوا للإصابة بالأزمة القلبية من قبل، كما تفيد تلك العقاقير في تقليل احتمالات الإصابة بقصور في القلب.

 

 

علاج كبار السن

يجب على كل من يزيد ضغط الدم عنده بشكل مستمر عن 160/ 100 ملم زئبق، أن يتناول العقاقير الخافضة للضغط، أيا كان عمره.

ويعتبر العلاج عن طريق العقاقير الخافضة لضغط الدم فعا؟ بشكل خاص مع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 60 إلى 80 عامة، والذين يواجهون خطرة بالغة من الإصابة بالسكتة الدماغية / القلبية إذا لم يتم علاجهم عن طريق العقاقير الخافضة لضغط الدم. وغالبا ما يقلق كبار السن من أنهم قد يعانون من السكتة الدماغية / القلبية، ولكن من الممكن أن نطمئنهم بأن العلاج عن طريق العقاقير الخافضة للضغط يمكنه أن يمنع حدوث السكتة الدماغية / القلبية إلى حد كبير، وبالتالي يعتبر ذلك سببة قوية للحفاظ على أخذ الأقراص على النحو الذي وصفه الطبيب.

في عام 2008 نشرت دراسة عن علاج المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 80 سنة من خلال العقاقير  وكان يطلق على تلك الدراسة «دراسة فرط ضغط الدم عند الطاعنين في السن HYVET». وبالمقارنة مع العلاج الوهمي ( الأقراص الوهمية)، ظهر أن العلاج عن طريق العقاقير الخافضة للضغط قد أدى إلى انخفاض معدلات الإصابة بالسكتات الدماغية / القلبية بنسبة % 30، وانخفاض معدلات الإصابة بقصور في القلب بنسبة 64% ، وانخفاض معدلات الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب الأخرى بنسبة 21%. ومن غير المحتمل أن تكون هناك أي دراسات بعيدة المدى من أجل المقارنة بين النتائج في حالة استخدام العلاج وفي حالة عدم استخدامه، حيث إنه لم يعد لها أي مبرر. ولكن من الممكن أن يتم تصميم الجيل القادم من التجارب من أجل المقارنة بين أنواع مختلفة من العلاج النشط.

 

 

 

المصادر

·         ضغط الدم, أد-دي-جي-بيفرز (2012) ,المجلة العربية – الرياض – السعودية.

·         Grim CE, Grim CM (March 2016). "Auscultatory BP: still the gold standard". Journal of the American Society of Hypertension. 10 (3): 191–3. doi:10.1016/j.jash.2016.01.004. PMID 26839183.

 


تعليقات

المحتويات