تأثيرات الإشعاع على الجنين
تظهر العيوب الخلقية في الإنسان والحيوان دون تعرضهما
للأشعة السينية أو أي أشعة مؤينة أخرى. ومتوسط الحدوث للأطفال المشوهين عند
الولادة حوالي 6 %. وبعض التشوهات تختفي بعد الولادة، ولكن أغالبها تصير واضحة
فيما بعد على الرغم من عدم رصدها عند الولادة. وتتضاعف النسبة حتى تصل إلى 12٪ إذا
فحص الأطفال حتى البلوغ. وتتزايد نسبة التشوهات الخلقية بين الأطفال المولودين
لأمهات تعرضت أرحامهن للإشعاع دون أن يعلمن بحملهن، مما يدلل على حدوث تأثيرات
جسدية للأجنة تتطور بمرور الوقت. وهذا
يتطلب تقديم المشورة الفورية للمرضى الحوامل بعد التعرض للإشعاع بمجرد العلم بحملهن.
ويمكن إيجاز التأثيرات غير المسرطنة على الأجنة في ثلاث فصائل على
النحو التالي
1.
التأثيرات القاتلة
المستحة بالإشعاع: تحدث بعد التصاق كيس الجنين بجدار الرحم أو استحثاثه بجرعات
إشعاعية عالية جدا أثناء كل مراحل تطور الجنين داخل الرحم. فقد يموت الجنين قبل
الولادة أو بعدها متأثرا بالتشوهات التي أحدثتها الأشعة.
2.
التشوهات: خاصة في
فترة تكوين الأعضاء الرئيسة بالجسم، وخصوصا أكثر المراحل نشاطا في مضاعفة الخلايا،
أي: من الأسبوع الثامن حتى الخامس عشر، وقد يمتد تأثيرها حتى الأسبوع الخامس
والعشرين. ومن أمثلة تلك التشوهات التشوه الشكلي في المظهر العام للجسم، وتأخر
النمو، وانخفاض في معامل الذكاء قد يصل إلى التخلف العقلي الحاد.
3.
اضطرابات نمودون
تشوهات مستحثة: ويكون ذلك في كل مراحل تطور الجنين، وخصوصا إذا حدث التعرض
الإشعاعي في الفترة الأخيرة من الحمل.
تعتمد درجة خطورة التأثيرات الإشعاعية غير المسرطنة في
الأجنة على مرحلة الحمل ، والجرعة الإشعاعية المكتسبة، ومعدل الجرعة، حيث وجد
انخفاض أكثر التأثيرات الباثولوجية في الجنين على نحو ملحوظ عند خفض معدل الجرعة.
ويتضح من ذلك أهمية عدم إجراء أي فحص إشعاعي لمنطقة الحوض في السيدات أثناء فترة
الحمل، وخاصة إن أتيحت بدائل أخرى.
إن إنهاء الحمل قرار فردي يتأثر بالعديد من العوامل.
حيث أن جرعات التعرض الإشعاعي اللجنين أقل من 100 ميليجراي، لا يجب أن تكون السبب
الأساسي لإنهاء الحمل. وفي الحالات التي يتعرض الجنين أثناءها لجرعات أعلى من هذا
المستوى، تتخذ القرارات النهائية بإنهاء الحمل استنادا إلى الظروف الفردية ؛ وذلك
لأن الحسابات الإحصائية على نتائج الدراسات التطبيقية أثبتت أن احتمال ولادة أطفال
أصحاء هي:
1.
احتمال عدم وجود
خلل في وظائف أعضاء الطفل يصل إلى 97٪، عندما تكون الجرعة أقل من 100 ميليجراي
أعلى من الخلفية الإشعاعية الطبيعية.
2.
احتمال عدم ظهور
سرطان في المولود حتى بلوغه تسعة عشرة سنة عندما تكون الجرعة المكتسبة أقل من 100
ميليجراي، هو 99.1٪.
3.
إذا كانت الجرعة
المكتسبة أعلى من 100 ميليجراي، تغيرت القيم الاحتمالية تماما.
وقد يعتقد البعض بناء على ما تقدم، في حتمية التوقف
الإجباري عن العمل للنساء اللواتي يعملن في مجال الأشعة بمجرد بدء الحمل، ولكن
الحقيقة غير ذلك، حيث يمكن لهؤلاء السيدات أن يمارسن عملهن طالما توفر تأمين مقبول
للمصادر المشعة في بيئة العمل تجعل الجرعة المكتسبة أثناء فترة الحمل أقل من
ميليجراي واحد. الجدير بالذكر أنه
اختير هذا الحد من الجرعة على اعتبار أن كل الأشخاص يتعرضون لهذه الجرعة سنويا من
الخلفية الإشعاعية الطبيعية. وهذا
لا ينفي الخوف الدائم للسيدات الحوامل من الأشعة المؤينة مجهولة المصدر التي قد
يتعرضن لها في أي لحظة دون سابق إنذار.
المصادر
1.E. B.
Douple, et.al., Long-term Radiation-Related Health Effects in a Unique Human
Population: Lessons Learned from the Atomic Bomb Survivors of Hiroshima and
Nagasaki, Disaster Med Public Health Preparedness, Vol. 5, Mar. (2011) pages
S122 - S133.
2. L. T. Dauer, et. al., Review and evaluation of updated
research on the health effects associated with
low-dose ionizing radiation, Radiat Prot Dosimetry, Vol. 140, Jul. (2010) pages
103 - 136.
3. H. Wang,
et. al., Characteristics of DNA-binding proteins determine the biological
sensitivity to high-linear energy transfer radiation, Nucleic Acids Research,
Vol. 38, No. 10 (2010) pages 3245–3251.
4. A. C. Fernandez, et. al., Repair kinetic considerations in
particle beam radiotherapy, Br. J. Radiol., Vol.
84, Jun. (2011) pages 546 - 555.
5. M. B. Sowa, et. al., No evidence for a low linear energy
transfer adaptive response in irradiated RKO cells,
Radiat Prot Dosimetry, Vol. 143, Feb. (2011) pages 311 - 314.
6. K. J. Haro, et. al., Mechanisms of resistance to high and low
linear energy transfer radiation in myeloid
leukemia cells, Blood, Vol. 120, Sep. (2012) pages 2087 - 2097.
7. M. Moreels , R. Quintens , and S. Baatout, Stress Challenges
and Immunity in Space, Part 4, Chapter 25, Assessment of
Radiosensitivity and Monitoring of Radiation-Induced Cellular Damage, Springer
(2012) pages 345-356.
8. H. Tanooka, Dose Rate Dependence of Radiation Cancer Risk as Measured by Non-Tumor Dose, Health Phys., Vol. 100, No.
3 (2011) 304 -305.
9. P. M. Williams, et. al., Health Effects of Prenatal Radiation
Exposure, Am. Fam. Physician, Vol. 82, No. 5 (2010) pages 488-493.
10. M. Michel, et. al., Eye lens
radiation exposure and repeated head CT scans: A problem to
keep in mind, European Journal of Radiology, Vol. 81, Issue 8, August (2012)
pages 1896-1900.
11. E. Samei, et. al., Effect of Dose
Heterogeneity on Radiation Risk in Medical Imaging,
Radiat Prot Dosimetry, Vol. 10, Oct. (2012)1093/rpd/ ncs275.
12. K. J. Strauss and M. J. Goske , Estimated
pediatric radiation dose during CT, Pediatric
Radiology, Vol. 41, Supplement 2 (2011) pages 472482.
13. O. P. Sharma, et. al., Analysis of
Radiation Exposure in Trauma Patients at a Level I
Trauma Center, The Journal of Emergency Medicine, Vol. 41, No. 6 (2011) pages
640–648.
14. J. G. Fletcher, et. al., Perspective on
radiation risk in CT imaging, Abdominal Imaging,
Online First 27 July (2012).
15. H. Hricak, et. al., Managing Radiation
Use in Medical Imaging: A Multifaceted
Challenge, Radiology, Vol. 258, No. 3, Mar. (2011) pages 889-905.
16. V. Tom, Will CT Radiation Exposure Lead
to Brain Tumors and Other Cancers?: A New Study
Quantifies the Risk, Neurology Today. Neurology Today, Vol. 12, No. 18, Sep. 20
(2012) pages 8-11.
تعليقات
إرسال تعليق