تمنع هذه الأدوية إفراز الهرمون الذي يسمى أنجيوتنسين
(2). ويؤدي هذا الهرمون إلى تضييق الأوعية الدموية الصغيرة التي تسمى الشرايين
المجهرية ( الشرينات) وبالتالي يؤدي إلى زيادة المقاومة لتدفق الدم. نتيجة لذلك،
يرتفع ضغط الدم في الشرايين الكبيرة وتحدث الإصابة بفرط ضغط الدم.
تتوفر حاليا ثلاث فئات من الأدوية الحاصرة للأنجيوتنسين، وهي:
1-
مثبطات الأنزيم
المحول للأنجيوتنسين ACE .
2-
حاصرات مستقبلات
الأنجيوتنسين (ARB).
3-
مثبطات الرينين
المباشرة (DRI).
مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)
تم استعمال أول دواء من فئة مثبطات الأنزيم المحول
للأنجيوتنسين (ACE ) ، والذي يسمى كابتوبريل، لأول مرة في
أواخر السبعينيات. ويعتبر كابتوبريل مخدرة قصير المفعول يجب أن يتم تناوله على
الأقل مرتين يوميا، ولذلك لا يستخدم كابتوبريل في الوقت الحاضر إلا بنسبة قليلة
للغاية. ومن أشهر مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE
) وأكثرها استخدامة ليسينوبريل، بيريندو بریل، راميبريل.
وقد أظهر العديد من التجارب طويلة الأمد أن مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE
) تؤدي إلى خفض ضغط الدم ومنع الأزمات القلبية والسكتات الدماغية. بالإضافة إلى ذلك،
تؤدي تلك المثبطات إلى تقليل أو تأخير تدهور وظائف الكلى ( الفشل الكلوي) والذي
يحدث عند مرضى السكري والأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى الأولية (الالتهاب
الكلوي). وتساعد تلك المثبطات أيضا على تأخير أمراض العين التي تصيب مرضى السكري.
مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) .
·
إنالاپريل
· فوزينوپريل Fosinopril
· إيميداپريل Imidapril
·
ليزينوپريل
·
بيريندوپريل
·
كويناپريل
·
رامييريل
·
تراندولاپريل
تبين أن مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)
قد ساعدت الكثير من الأشخاص في البقاء على قيد الحياة خصوصا الأشخاص الذين كانوا
يعانون من قصور في القلب، والأشخاص الذين سبق لهم أن أصيبوا بالأزمة القلبية. ولا
يوجد ترابط بين هذه الآثار المفيدة على الكلى والعينين والقلب، والآثار الناتجة عن
خفض ضغط الدم، وذلك لأن تلك الآثار قد حدثت عند الأشخاص الذين لا يعانون من ارتفاع
ضغط الدم.
بناء على ما سبق، أصبح من الواضح أن ظهور مثبطات
الأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) كان إنجازا
كبيرة في تاريخ مرض فرط ضغط الدم، ولهذا السبب يتم علاج الكثير من المرضى عن طريق
مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين. وكانت المشكلة الوحيدة في استعمال تلك
المثبطات هي الآثار الجانبية الناتجة عنها.
كيفية عمل مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) وحاصرات مستقبلات
الأنجيوتنسين (ARB)
تقوم مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)
بمنع تأثير هرمون أنجيوتنسين (2)، حيث يؤدي هرمون أنجيوتنسين (2) إلى انقباض
الأوعية الدموية، بينما تعمل مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين على توسيع
الأوعية الدموية، وبالتالي خفض ضغط الدم.
يوجد اثنان من الآثار الجانبية المهمة لمثبطات الأنزيم
المحول للأنجيوتنسين. الأثر الجانبي الأول هو الوذمة الوعائية الحادة أو المتكررة،
لكنها نادرا ما تكون من الآثار التي تهدد الحياة. الأثر الجانبي الثاني هو السعال
الجاف، ويعتبر هذا الأثر مزعجة لكنه اليس خطيرة. من حسن الحظ أن الإصابة بالوذمة
الوعائية نادرة ما تحدث (تصيب شخصا واحدة من كل خمسة آلاف شخص لكنها تظهر بصورة
أكبر عند الأشخاص ذوي الأصول الأفريقية. تؤدي الوذمة الوعائية إلى تورم الشفتين
واللسان والذي يكون مصحوبة بحدوث انقباض في الحنجرة. وفي العادة تكون الوذمة
الوعائية متقطعة بحيث تظهر أحيانا وتختفي أحيانا أخرى. إذا كنت تتناول أحد مثبطات
الأنزيم المحول للأنجيوتنسين ولاحظت تورم الشفتين واللسان، فإنه يجب عليك أن تتوقف
عن تناول هذا الدواء فورة وأن تحدد موعدة عاج مع الطبيب من أجل الاستشارة. ويجب
ألا يتم تناول أي دواء من مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين مرة أخرى، حيث توجد
بعض البدائل الأخرى المتوفرة (انظر أدناه).
ويتسم السعال الجاف الذي يصيب حوالي 20% من الأشخاص
الذين يتناولون أحد مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين، بأنه ليس خطيرة وربما
يكون خفيفة للغاية. في الواقع، ربما لا تدرك أنك مصاب بالسعال الجاف إلا إذا سألك
أحد الأشخاص عما إذا كنت مصابة بالسعال. وفي بعض الأحيان، يكون السعال بسيطة
للغاية لدرجة أنه لا يسبب لك أي إزعاج على الإطلاق، لكنه من الممكن أن يسبب بعض
الإزعاج للزوج أو الزوجة حيث تزيد حدته أثناء الليل.
على الرغم من الاثرين الجانبيين اللذين تم ذكرهما من
قبل، تعتبر مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين آمنة للغاية بالإضافة إلى أنه يمكن
تحملها بشكل جيد. ومن المعتاد أن يبدأ المريض بجرعة منخفضة على سبيل المثال،
ليزينوبريل 5 ملجرام) ثم يتم رفع الجرعة تدريجية حتى يصل إلى الجرعة الكاملة
(ليزينوبريل 20 ملجرام) على مدى فترة لا تتجاوز بضعة أسابيع. وينبغي أن يتم
استخدام مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين بصورة تدريجية خصوصا مع الأشخاص الذين
يعانون من الفشل الكلوي أو قصور في القلب.
حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARB)
تم استعمال أول دواء من حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين ARB،
والذي يعرف باسم اللوسارتان، عام 1995. وسرعان ما أصبح واضحة أن هذا العقار
ومنافسيه (على سبيل المثال، فالسارتان، إربيسارتان، كانديسارتان) لا يتسبب في حدوث
الآثار الجانبية التي تشمل السعال أو الوذمة الوعائية، والتي تحدث مع مثبطات الأنزيم
المحول للأنجيوتنسين. في الواقع لم يتم تحديد أي آثار جانبية خطيرة من استعمال
حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين. وتعتبر حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين على القدر
نفسه من الفعالية الموجودة في غيرها من العقاقير التي يتم استخدامها من أجل تخفيض
ضغط الدم، وأوضحت التجارب الطويلة المدى أن حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين لا تقل
كفاءة عن مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين في الحد من النوبات القلبية والسكتات
الدماغية. علاوة على ذلك، تقلل حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين من معدل الوفيات بين
المرضى الذين سبق لهم أن أصيبوا بأزمة قلبية أو قصور في القلب، كما أنها تقلل من
معدلات الإصابة بالفشل الكلوي سواء كان المريض مصابا أو غير مصاب بمرض السكري.
ويرى عدد من الأطباء أن حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين يجب أن تحل محل مثبطات
الأنزيم المحول للأنجيوتنسين في الممارسة الإكلينيكية الروتينية.
حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARB)
·
كانديسارتان
·
پروسارتان
·
إيربسارتان
·
الوسارتان
·
أولميسارتان
·
تلميسارتان
·
فالسارتان
مثبطات الرينين المباشرة (DRI)
لا يتوفر من مثبطات الرينين المباشرة في المملكة
المتحدة سوى عقار أليسكيرين، والذي بدأ استعماله عام 2005. يعتبر هذا العقار فعالا
للغاية تماما مثل غيره من مثبطات وحاصرات الأنجيوتنسين في خفض ضغط الدم، ولا ينتج
عنه سوى آثار جانبية قليلة جدا. ومع ذلك، لا توجد حتى الآن أي دراسات طويلة الأمد
لمعرفة ما إذا كان عقار أليسكيرين يقلل من الأزمات القلبية والسكتات الدماغية
وقصور القلب والفشل الكلوي أم لا. إلا أنه يوجد ما يدعو إلى الاعتقاد بأن عقار
أليسكيرين لن تظهر له أي نتائج مفيدة بالنسبة لتلك الأمراض. في الوقت الراهن، ينبغي
ألا يتم إعطاء عقار أليسكيرين إلا للمرضى الذين لا يستطيعون تحمل مثبطات الأنزيم
المحول للأنجيوتنسين ACE أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين ARB.
وبالمقارنة مع حاصرات قنوات الكالسيوم، ومدرات البول،
فإن كلا من مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE
وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين ARB، له نصف القدر
من الكفاءة في خفض ضغط الدم عند كبار السن وعند المرضى ذوي الأصول الأفريقية. ولا
يعتبر ذلك اكتشافة غير متوقع لأنه من المعروف منذ فترة طويلة أن هذه المجموعات من
المرضى أقل نشاطا في ما يخص منظومة الرينين- أنجيوتنسين. ومع ذلك، أظهرت مثبطات
الرينين المباشرة قدرة كبيرة من الفاعلية في تقليل أو تأخير الفشل الكلوي عند مرضى
الكلى سواء كانوا مصابين أم غير مصابين بمرض السكري، بالنسبة الجميع الأعمار وجميع
الفئات، مما يشير بشدة إلى أن الآثار المفيدة لهذه الأدوية على الكلى لا علاقة لها
بآثار خفض ضغط الدم.
لهذا السبب، ينصح بأن يتناول المرضى الأدوية المثبطة
والحاصرة للأنجيوتنسين فقط في حالات فرط ضغط الدم غير المعقدة، باعتبارها الأدوية
الأساسية بالنسبة للمرضى الأصغر ستا والمرضى الذين ليسوا من أصول أفريقية.
المصادر
·
ضغط الدم, أد-دي-جي-بيفرز
(2012) ,المجلة
العربية – الرياض – السعودية.
·
Grim CE, Grim CM (March 2016).
"Auscultatory BP: still the gold standard". Journal of the American
Society of Hypertension. 10 (3): 191–3. doi:10.1016/j.jash.2016.01.004. PMID
26839183.
تعليقات
إرسال تعليق