9 ملاحظات يجب عليك الانتباه إليها عند كتابة تقريرك البحثي Scientific Research
دور المراجع:
•
ضع أهميةً كبرة للمراجع الذي سيقرأ رسالتك، فبحثك لن تكون له قيمة إلا إذا
قُرئ.
•
ضع وجهة نظر المراجع في حسابك، كأن تفكر فيما سرد في ذهن المراجع عند قراءة
ما كتبت؛ حيث تُعتبر عملية كتابة تقريرك البحثي كتابة لأفكارك على الورق .
•
تخيل أن المراجعين في حوار صامت معك أثناء قراءتهم لتقريرك البحثي.
•
اعلم أن المراجعين سيحكمون عليك من خلال قراءتهم لأعمالك، فأنت تقدم
للمُراجِع بحثك، وهو يحدد ما إذا كان بحثك مقبولًا أو يحتاج إلى تعديل أشياء فيه.
•
كن ذا نظرة مُسبقة عن مراجعيك، وخصوصًا ما يعرفونه، وما هم في حاجة إلى
معرفته.
دور الكاتب:
•
ضع في اعتبارك أن من يراجع تقريرك البحثي يجب أن يجد لديك ما يشجعه على
الاهتمام به، فهو يفعل ذلك في الغالب دون مقابل، وغالبًا ما يراجعه بامتعاض.
•
عليك أن تقدم شيئًا مما يلي:
1.
أن تتوصل إلى شيء ملفت للانتباه.
2.
أن تجد حلًا لمشكلة عملية هامة للمُراجِع.
3.
أن تتوصل إلى إجابة على أسئلة حيوية يهتم بها.
4.
أن توضح للمُراجع أن عملك ذو قيمة، وسيضيف جديدًا.
الحُجة البحثية:
عند سماعنا لكلمة «حُجة»
أو»نقاش» فإن ما يتبادر إلى الذهن هو تبادل الآراء والذي غالبًا ما يفضي إلى
النزاع والخلاف، ويعتبر هذا المعى سليمًا في حياتنا العادية، لكن الحجة في مجال
البحث العلمي ليست بهذه الصورة ،فليست تبادلًا للآراء، بل هي سعيك لإبراز الحقائق
والاعتقادات التي تعين على إيجاد أفضل الإجابات عن الأسئلة الحيوية. فالحجة تتكون من عبارات لها هيكل تنظيمي معين
تخبر من خلالها المراجعين بأن بحثك ذو أهمية، وتقنعهم بالأسس التي بُنيت عليها
نتائجك.
باختصار، تعتبر الحجة هي إجابتك على السؤال
التالي: ما الذي يجعلي كقارئ أن أصدق ما كتبت؟
عليك أن تتوقع أن من سيقرأ
ما تكتبه سيتساءل عن كل جزئيةٍ في بحثك، ليس بهدف الإفشال أو الإقصاء، بل بهدف
الوصول إلى الحقيقة وفهمها جيدًا، وعادة العلماء التدقيق في الصغرة والكبرة.
لماذا تحتاج إلى حجة بحثية قوية؟
•
لأنك ببساطة شديدةٍ تحتاج إلى إقناع الناس بما تعمل، وذلك من خلال أدلة تدعم
ما تقوم به.
•
لأنك توصّلت إلى إجابة مبدئية لكن منطقية للإجابة عن سؤالك البحثي، ودورك
الآن هو كيفية إقناع القارئ بصحتها.
يجب أن تكون لديك قائمة
بالمبررات التي تدعم اعتقادك، وأدلة تدعم هذه المبررات، وتكون عندك دراية بالأسئلة
والاعتراضات التي قد تثور.
ماذا نعني بالحجة البحثية؟
في التقرير البحثي تضع
اعتقادًا، وتدعمه بمبررات مبنية على أدلة، وتذكر وجهات النظر الأخرى وتناقشها، وفي
بعض الأحيان توضح الأسس التي بَنيت عليها استدلالك.
وبشكل عام، عليك أن تسأل
نفسك هذه الأسئلة:
أ- ما هو الاعتقاد الذي تسعى لإثباته؟ب - ما
المبررات التي تدعم هذا الاعتقاد؟ت - ما أدلتك التي تدعم هذه المبررات؟
ث- هل
ذكرت الأطروحات البديلة وجوانب القصور والاعتراضات؟ج - ما هو الأساس الذي بنيت
عليه ارتباط المبررات بالاعتقاد؟
فحتى إذا كان اعتقادك
مدعوًمًا بالأدلة، عليك أن توضح أنك مستعد لمواجهة كافة الاعتراضات والأسئلة
والبدائل المطروحة بخصوص البحث.
الاعتقاد الذي تسعى لإثباته في المُقترح البحثي:
الاعتقاد هو إجابة عن السؤال
البحثي.
ويتميز الاعتقاد القوي بأنه:
1.
محدد: حيث يجب أن يعرض بلغة مختصرة محددة، وبمنطق واضح لا لبس فيه (الاعتقاد
المبهم = حجة مبهمة)
2.
ذو أهمية: وسيحكم جمهور القراء على مدى أهمية اعتقادك بقياس الدرجة التي
تجعلهم يغرون ما يعتقدونه بالفعل. وكلما ظهر للناس أنك تفكر بشكل مختلف بخصوص هذه
النقطة، ازدادت أهمية ما كتبته.
وقد يدفع اعتقادك الجمهور
إلى تقبل معلومات جديدة حول موضوع تمت دراسته بالفعل، بل قد يدفع أوساط البحث
العلمي إلى أن يغروا إحدى المعتقدات الراسخة في الأذهان، وفي هذه الحالة تأكد أن
هذا الاعتقاد ستزداد فرص معارضته.
المبررات والأدلة التي تدعم هذا الاعتقاد:
• لا يُقبل شيٌء في البحث العلمي
إلا بالأدلة التي تدعمه، على عكس حواراتنا الدارجة حيث غالبًا ما نقبل الاعتقاد
المطروح إذا صاحبته مبرراته، ولا نسأل عن الأدلة التي تدعم هذا الاعتقاد.
• الدليل الموثوق به هو الدليل الذي
يستطيع جمهور القراء أن يقبلوه كإثبات دامغ كما تبينه النتائج التي توصّلت إليه
)وغالبًا ما يكون بيانات أو صور كمية.(
• رفض الدليل يستلزم رفض الحجة
بأكملها.
• المبررات توضح لماذا تعتقد أن على
جمهور قرائك أن يقبلوا اعتقادك؟
• جمهور القراء سيبحث عن كل الثغرات
في أدلتك، لهذا يجب أن تكون أدلتك كافية، ومدوّنة بدقة عالية قدر الإمكان.
«نحن لا
نثق إلا بالله، أما من سواه فعليهم الإتيان بالدليل».
-إدوارد
دمنج، عالم الإحصاء الأمريكي
كيفية التعامل مع جمهور القراء أثناء الكتابة:
أثناء الكتابة عليك أن تضع
في اعتبارك الجمهور الذي سيقرأ عملك. لكن
إذا اقتصرت فقط على الاعتقادات والأسباب والأدلة سيعتقد القارئ أن حجتك البحثية
ضعيفة وبها قصور، وذلك لأن لكل قارئ خبراته الخاصة ،وطريقة تفكر مختلفة عنك، وقد
تتبادر إلى أذهانهم أسئلة لم تكن تنتبه لها، فعليك أن تضع ذلك في الحسبان قبل
إرسال الحجة البحثية، حتى تكون منطقية.
وبما أن جمهور القراء ليسوا
جالسين بجوارك بينما تكتب مسودة حجتك، فعليك أن تتخيل وجودهم وهم يطرحون الأسئلة.
وعندما تتجاوب مع مثل هذه
الأسئلة والاعتراضات التخيلية، ستصبح حجتك أقرب للواقع.
الاعتراف بالبدائل والتعامل معها:
إن الجمهور عميق التفكر لن
يقبل اعتقادك لمجرد دعمه بالمبررات والأدلة، فهم سيشككون في كل جزئية من حجتك.
وقد يرفض القارئ اعتقادك لأن
مبرراتك ليس لها صلة بهذا الاعتقاد ولا تدعمه، بل قد يخرج باعتقادات بديلة لم
تضعها في الحسبان.
فعليك أن تستشرف مثل هذه
النوعية من التساؤلات قدر الإمكان، وتبدي تقديرًا لها وتجاوًبًا معها.
سيتساءل جمهورك حول:
1.
مدى صحة حجتك من خلال الحكم على درجة وضوح اعتقادك، ودرجة ارتباط المبررات
به، وقوة أدلتك.
2.
البدائل المتاحة، كالطرق المختلفة التي تناولت نفس المشكلة، أو أدلة لم
تذكرها، أو استنتاجات مختلفة.
الاعتراضات والتعامل معها:
•
أنت تفهم حجتك جيدًا، وتؤمن بها إلى حد بعيد.
•
اقرأ الحجة كأنك شخص آخر، ولا تتحيز.
•
عزز مصداقيتك بالاعتراف بكل نقاط الضعف في حجتك وتعارضها مع أي دراسات
منشورة مسبقًا.
•
اعترف بالأسئلة التي لم تستطع الإجابة عنها، لأن بحثك -كما ذكرنا سابقًا- لن
يجيب على كل الأسئلة.
•
حوّل نقاط الضعف والقصور إلى فرضيات تختبرها في المستقبل.
•
لا تتساهل مع نفسك، فإن جمهورك لن يفعل.
•
لو أن هناك دليلًا لست أكيدًا منه تمامًا، صرح بذلك في الحجة، وستلقى
احترامًا كبرا من المراجِع .
•
لا تتجاهل نقاط الضعف والبدائل، على أمل أن الناس لن تنتبه لها.
•
ليس عيبًا أن تعترف بالحاجة إلى أبحاث أكثر «أبحاث أكثر ستبين« .....
لا يوجد عمل كامل!
الحصول على دليل دامغ بجودة
عالية لترسيخ قضية ما أمرٌ نادر الحدوث إن لم يكن مستحيلًا، فالحقيقة دائمًا
معقدة، وفي بعض الأحيان غامضة وخادعة.
سيحترمك القراء ويحترمون
حجتك عندما تقدّر اعتراضاتهم، وسيساعد تفاعلك مع القراء حتى ولو كان طفيفًا في
قبول اعتقادك حتى ولو لم يكن كاملًا.
معظم الأسئلة متوقعة!
•
لماذا حددت هذه المشكلة بهذه الطريقة؟ هل تعتقد أن هناك مشكلة من الأساس؟
•
ما هي نوعية الحلول التي تقترحها؟ هل في الإمكان تطبيقها؟ هل ستكون تكلفة
تطبيق حلك أقل من تكلفة المشكلة نفسها؟ هل ستخلق مشكلة أكبر- أكثر منها حلًا- للمشكلة القائمة؟ ولماذا ترى أن حلولك أفضل من
الحلول الأخرى؟
•
هل عبّرت عن اعتقادك بوضوح وبشكل محدد بحيث تستطيع التفكر في التوقعات وأوجه
القصور؟
•
هل أدلتك كافية؟ فأنا في حاجة إلى الاطلاع على بيانات وتجارب أكثر. (يعتبر
هذا أشهر الاعتراضات)
•
هل أدلتك دقيقة؟ هل أرقامك منطقية؟
•
هذا الدليل ليس دقيقًا، فماذا تعي بكلمة “كثر»؟ أعطي أرقامًا محددة.. موادك
وأدواتك ليست حديثة.
اطمئن! فالحق يسود في
النهاية طالما أن ما تقدمه منطقي، وبذلك سيقبل بحثك للنشر.
«إن العلم
أسلوب تفكر أكثر منه معرفة».
-كارل
ساجان، عالم الفلك
ما نتمى أن نخلص به من هذا
الفصل، هو ألا نوجّه طريقة التفكر هذه نحو البحث العلمي فقط، بل هناك أمور كثرة في
حياتنا نستطيع أن نطبق عليها هذه القواعد بعيدًا عن المختبرات والأبحاث.
نستطيع أن نقول إن الطريقة
العلمية هي أسلوب حياة، فقد تغر أشياء كثرة في حياتك، وعندما تتناقش مع من حولك في
موضوع ما، ضع في ذهنك هذه المبادئ، فالطريقة العلمية تستطيع تطبيقها في المختبر أو
العمل أو البيت أو أي شيء. في النهاية، يقول ستيف جوبز «ابق جائعًا، ابق جاهلًا»
المصادر
1.
أشرف حسين محروس، قاعة
بحث: دراسة تطبيقية، كلية الآداب - جامعة المنوفية، شبين الكوم، 2008.
2.
أحمد شلبي، كيف تكتب
بحثاً أو رسالة: دراسة منهجية لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة، مكتبة
النهضة المصرية، القاهرة، 1976.
3.
عبد الرحمن بدوي، مناهج
البحث العلمي، وكالة محاضرات في مناهج البحث والمكتبات، وكالة المطبوعات، الكويت،
1977.
4.
دليل فراسكاتي: الممارسة
القياسية المقترحة للدراسات الاستقصائية للبحث والتنمية التجريبية، الطبعةالسادسة).
27 مايو 2012 نسخة محفوظة 24 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
5.
الحيزان،محمد عبدالعزيز.البحوث
الاعلامية.الرياض،1431
6.
ج. سكوت أرمسترونغ
وسولبرغ الأقران (1968). "في تفسير عامل تحليل". نشرة العلوم النفسية
70: 361-364
7.
تروخم، و.م.ك. مجموعة
معرفة أساليب البحث (2006)
8.
كريسويل، ج.و.
(2008). البحث التربوي: التخطيط والإدارة، تقييم والبحث الكمي والنوعي (3). أبر سادل
ريفر، نيو جيرسي: برنتس هول. 2008 ISBN 0-13-613550-1 (صفحات 8-9)
تعليقات
إرسال تعليق