أهمية النظام الغذائي ونمط الحياة
يطلق على هذا العلاج في بعض الأحيان التخفيض «غير
الدوائي» الضغط الدم، ولقد ثبت أنه يؤدي إلى نتائج جيدة. وبشكل عام يشمل ذلك
العلاج إدخال بعض التغييرات البسيطة نسبية على النظام الغذائي ونمط الحياة، حيث
يمكن أن يقدم لك الطبيب الرأي المناسب حول كيفية القيام بها، على الرغم من أنه قد
يكون من الصعب تنفيذها بالنسبة لبعض المرضى أكثر من غيرهم. ومع ذلك، يستحق الأمر
فعلا أن يبذل المريض أقصى ما في وسعه؛ لأنه في حال نجاح تلك الطريقة، من الممكن
حينئذ أن يعود ضغط الدم إلى وضعه الطبيعي من دون الحاجة إلى العلاج عن طريق
العقاقير الخافضة لضغط الدم.
1.
تقليل تناول الملح
من المؤكد أن طبيبك سينصحك أن تحاول تقليل كمية الملح
التي تتناولها. ويعتبر متوسط استهلاك الملح بالنسبة للرجال في المملكة المتحدة
حوالي 10 جرامات يومية، بينما يتراوح متوسط استهلاك الملح عند النساء ما بين 6 إلى
7 جرامات في اليوم الواحد. ومع ذلك، يستهلك عدد كبير جدا من الناس نحو نصف هذه
الكمية وبالتالي فهم يتمتعون بضغط دم منخفض. ويضاف حوالى جرام واحد من الملح الذي
يتم تناوله يوميا في الغذاء عندما يكون الطعام على المائدة أو أثناء الطهي، أما
الكمية المتبقية من الملح فتأتي معظمها من الأطعمة الجاهزة، بما في ذلك لحوم
البرجر، وفطائر اللحوم، والنقانق، والجبن، والوجبات الخفيفة المملحة، والأطعمة
المعلبة (مثل الخضروات المعلبة)، والخبز، والحبوب أو البقوليات التي يتم تناولها
في وجبة الإفطار. من الممكن أن تقوم بتقليل تناول الملح من خلال الامتناع التام عن
إضافة الملح إلى الطعام على المائدة أو عند الطبخ. حاول أن تزيد من استهلاك اللحوم
الطازجة والفواكه والخضروات الطازجة، كما حاول أن تتناول الأغذية الجاهزة بحيث
يكون ذلك هو الاستثناء وليس القاعدة. ومن الممكن أن تستخدم جميع الأعشاب والتوابل
من أجل إضافة النكهة إلى الأطعمة بد؟ من استخدام الملح عند الطهي.
بدائل الملح
توجد عدة بدائل للملح متوفرة حاليا في الصيدليات،
وتحتوي تلك البدائل على القليل من كلوريد الصوديوم والكثير من كلوريد البوتاسيوم.
وعلى الرغم من أنه من الناحية المثالية لا ينبغي لأحد أن يقوم بإضافة بلورات من أي
مادة كيميائية إلى الغذاء، إلا أنه من الممكن أن تستخدم بدائل الملح إذا كنت حقا لا
تستطيع أن تتحمل الغذاء ذو المحتوى المنخفض من الملح، ولكن بشرط أن تكون متأكد من
أن وظائف الكلى لديك تعمل بصورة طبيعية.
وعلى الرغم من ذلك، لا تنس أن ملح البحر والملح الصخري
و«الملح الطبيعي»، كل هذه الأملاح تحتوي على نفس تركيب ملح الطعام (كلوريد
الصوديوم) وبالتالي لا تعتبر بدائل للملح. وينبغي عليك أن تستخدم بدائل الملح
بعناية إذا كنت تتناول أحد العقاقير «الحافظة للبوتاسيوم» مثل حبوب سپیرونولاکتون مدر
حافظ للبوتاسيوم، والأميلوريد (مدر للبول)
أو الأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) أو حاصرات
مستقبلات الأنجيوتنسين (ARB)، كما ينبغي أن تستخدم البدائل بعناية إذا
كانت الكلى لا تعمل بشكل جيد، حيث إنه قد يكون لديك مستويات مرتفعة من البوتاسيوم.
وإذا كنت في شك، فعليك أن تطلب مشورة الطبيب.
2.
التحكم في الوزن
كما أشرنا من قبل، فإن كل كيلوجرام (رطلين) يتم إنقاصه
من الوزن، يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بنسبة حوالي مليمتر واحد من الزئبق. ولذلك ،
إذا كان ضغط الدم مرتفع بنسبة قليلة، وليكن مثلا 165 /95 ملم زئبق، فإنه قد ينخفض
إلى وضعه الطبيعي إذا نجحت في أن تفقد كيلوجراما واحدة فقط من الوزن. وتوجد مجموعة
من الأدلة الموثوق بها المستخلصة من التجارب الإكلينيكية التي تثبت آن فقدان الوزن
يؤدي إلى خفض ضغط الدم. ومع ذلك، فإنه ليس من السهل القيام بإنقاص الوزن، إلا إذا
توافرت لديك النصيحة المناسبة والدافع القوي، كما ينبغي أن تأخذ في الاعتبار أيضا
ضرورة خفض كمية الملح في النظام الغذائي.
وتشير الأبحاث إلى أنه إذا كان الشخص يعاني من زيادة في
الوزن، فمن المرجح أن ينقص وزنه بشكل أكبر إذا تمت إحالته إلى اختصاصي تغذية أو
خبير تغذية، مما لو قال له الطبيب ببساطة أن يقوم بإنقاص وزنه. بالإضافة إلى ذلك،
يوجد احتمال كبير للوصول إلى الوزن المطلوب إذا قام الشخص بزيادة كمية التمارين
الرياضية التي يمارسها وخفض كمية المشروبات الممنوعة التي يتناولها، إذا اقتضى
الأمر.
وتتفق كل السلطات الطبية تقريبا في جميع التخصصات على
أننا ينبغي أن نتبع «النظام الغذائي الاحتراسي» الذي يحتوي على:
·
كميات قليلة من
الملح.
·
كميات قليلة من
الدهون الحيوانية.
·
المزيد من
الأسماك.
·
المزيد من الفاكهة
والخضروات.
ويؤدي هذا النظام الغذائي إلى الحماية من أمراض عديدة،
بما في ذلك مرض السرطان.
3.
الاعتدال في تناول المشروبات
الممنوعة
توجد أدلة قوية على أن تناول كميات معتدلة من المشروبات
الممنوعة يؤدي إلى خفض ضغط الدم وربما لا يحتاج الشخص إلى التخلي عنه تماما. لقد
أوصى كل من الكليات الملكية للأطباء، والأطباء النفسانيين والأطباء عمومة في
المملكة المتحدة أن يكون الحد الأقصى لتناول المشروبات الممنوعة هو 21 وحدة منها
في الأسبوع للرجل و 14 وحدة في الأسبوع للمرأة. ويجب أن تتجنب الإسراف في شرب
المشروبات الممنوعة لأنها يمكن أن تسبب السكتات الدماغية. ويوجد بعض الأدلة التي
تم التوصل إليها مؤخرة والتي تؤكد أن كبار السن هم أكثر المرضى عرض للضرر الناجم
عن المشروبات الممنوعة. ولذلك فمن المرجح أن ينصح كبار السن بتناول عدد وحدات أقل
من الوحدات ال14 وال 21 المذكورة أعلاه.
من الممكن أن يؤدي تناول مشروب أو اثنين من المشروبات
الممنوعة يومية إلى تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. ومع ذلك، قد يؤدي تناول أكثر
من أربعة مشروبات ممنوعة يومية إلى زيادة خطر ارتفاع ضغط الدم والسكتة القلبية
والدماغية، فضلا عن وجود آثار ضارة على الكبد والجهاز العصبي ونمط الحياة.
4.
ممارسة التمارين الرياضية
لقد أثبتت الأبحاث وجود ارتباط واضح بين ممارسة المزيد
من التمارين الرياضية وانخفاض ضغط الدم، إلا أن الآليات ليست مؤكدة تماما، وربما
ترتبط بشكل جزئي بالتغييرات الغذائية التي يقوم بها الأشخاص في كثير من الأحيان في
الوقت نفسه الذي يبدأون فيه ممارسة الرياضة بشكل منتظم. ومع ذلك، إذا كنت تعاني من
ارتفاع ضغط الدم، فينبغي عليك أن تستخدم المنطق السليم عند اتخاذ قرار بوضع برنامج
لممارسة التمارين الرياضية. على سبيل المثال، ليس من الحكمة بالنسبة للرجل متوسط
العمر الذي يعاني من زيادة الوزن مع ارتفاع ضغط الدم الشديد والذي لم يسبق له
القيام بممارسة التمارين الرياضية، أن يقوم بممارسة التمارين الرياضية بالشكل الذي
يجعله يشعر بالإرهاق. ومن الأفضل بكثير أن يختار برنامج مناسبة يتم من خلاله زيادة
التمارين الرياضية تدريجيا.
من الممكن أن تبدأ باستخدام السلالم بدلا من المصعد أو
السلم المتحرك عندما يكون عليك أن تصعد طابقين أو ثلاثة طوابق. حاول أن تمشي إلى
موقف للسيارات أو محطة للحافلات أكثر بعدة عند الذهاب من وإلى العمل أو المحلات.
ويعتبر أي شكل من أشكال الرياضة مفيدة بشرط ألا يسبب لك أي إرهاق، لكن عليك أن
تبذل ما يكفي من الجهد من أجل الحصول على ارتفاع طفيف في معدل نبضات القلب وبالقدر
الذي يجعلك تشعر بالتعرق قليلا.
5.
المكملات الغذائية المحتوية
على البوتاسيوم
على الرغم من وجود بعض الأدلة على أن زيادة كمية
البوتاسيوم في النظام الغذائي تؤدي إلى خفض ضغط الدم، فإنه يجب الا تتناول مكملات
البوتاسيوم في شكل أملاح أو أقراص البوتاسيوم. وبدلا من ذلك، يجب أن تتم زيادة
كمية البوتاسيوم في النظام الغذائي عن طريق تناول الفواكه والخضروات الطازجة
بكميات كبيرة وفي الوقت نفسه يتم خفض كمية الملح التي تأتي من تناول الأطعمة
المصنعة.
6.
استشارة اختصاصي عند التوتر
كما أوضحنا من قبل، لا توجد أدلة كافية على أن التوتر
المزمن يسبب ارتفاع ضغط الدم. ومع ذلك، فإن الكثير من الأشخاص يعانون من ارتفاع
ضغط الدم ومن التوتر بشكل كبير وذلك للعديد من الأسباب: نتيجة للمشاكل الشخصية، أو
القلق في العمل، أو بعض حالات القلق التي لا يمكن العثور على أي سبب واضح لها.
إذا كان ذلك ينطبق عليك، فقد تكون استشارة اختصاصي في
التوتر، أو العلاج النفسي في الحالات القصوى، من الأمور التي تساعد في الحد من
التوتر وانخفاض ضغط الدم في الوقت نفسه. وعلى خلاف ذلك، لا يوجد أي سبب يدعو
للاعتقاد بأن معظم الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم لن يحصلوا على أي
فائدة من استشارة اختصاصي في الإجهاد، أو من تقنيات
الاسترخاء، أو اليوجا، أو التغذية الحيوية الرجعية أو
التقنيات الأخرى التي تهدف إلى الحد من الإجهاد والتوتر.
ستكون النتيجة على الأرجح هي أن المريض يصبح أكثر قدرة
على الاسترخاء عند رؤية الطبيب، بعد استشارة اختصاصي في الإجهاد، لكن هذا النوع من
علاج الإجهاد والتوتر لا يبدو أنه يؤثر على قراءات ضغط الدم المنزلية على مدار
الأربع والعشرين ساعة التالية، والتي يتم الحصول عليها عن طريق أجهزة قياس ضغط
الدم الإلكترونية.
ويعتبر هذا المجال أحد المجالات المثيرة للجدل، لكن
وجهة النظر الحالية تنص على أن الأثر الذي ينتج عن استشارة اختصاصي في الإجهاد،
ودوره في التحكم في ارتفاع ضغط الدم، هو أثر كبير وفعال حتى الآن.
7.
العلاجات التكميلية
تم تجربة عدد كبير من المنتجات التكميلية والتي يطلق
عليها اسم المنتجات الطبيعية، من أجل التعامل مع الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع
ضغط الدم.
أظهرت دراستان كبيرتان موثوق بهما أن الفيتامينات
المضادة للأكسدة ليس لها أي تأثير على ضغط الدم أو مخاطر القلب والأوعية الدموية،
لذلك ينصح بشدة عدم استخدامها.
في الآونة الأخيرة، تبين أن منتجات الزبادي التي تحتوي
على اللبن الرائب قد يكون لها تأثير قليل على ضغط الدم. ومع ذلك، لكي تكون تلك
المنتجات فعالة على المدى البعيد، قد يحتاج المريض إلى تناول عبوتين من الزبادي كل
يوم لمدة تتراوح من 20 إلى 30 عاما، ولذلك لا يوصى أيضا باستخدام هذا النظام.
تشير بعض الأدلة إلى أن الثوم قد يكون له تأثير طفيف
على ضغط الدم. إن معظم الثوم الذي نستهلكه موجود في الأطعمة التي يتم تصنيفها على
أنها أطعمة عالية المستوى، وقد تكون المحتويات الأخرى التي توجد في تلك الأطعمة هي
التي تعطي الفائدة وليس الثوم وحده. ومع ذلك، فمن المعروف طبيا أن الثوم ليست له
أي أضرار.
النقاط الأساسية
·
يمكن أن يؤدي
إجراء بعض التغييرات البسيطة نسبية على النظام الغذائي وأسلوب الحياة إلى خفض ضغط
الدم وعدم الحاجة إلى العلاج من خلال العقاقير الخافضة لضغط الدم.
·
تشير بعض الأدلة
القوية إلى أن تقليل كمية الملح في النظام الغذائي يؤدي إلى خفض ضغط الدم.
·
إذا كنت تعاني من
زيادة في الوزن، فإن إنقاصه يساعد على خفض ضغط الدم.
·
أثبتت الأبحاث
وجود ارتباط وثيق بين ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وانخفاض ضغط الدم.
المصادر
·
ضغط الدم, أد-دي-جي-بيفرز
(2012) ,المجلة
العربية – الرياض – السعودية.
·
Grim CE, Grim CM (March 2016).
"Auscultatory BP: still the gold standard". Journal of the American
Society of Hypertension. 10 (3): 191–3. doi:10.1016/j.jash.2016.01.004. PMID
26839183.
تعليقات
إرسال تعليق