5 أدوار للعلماء والباحثين في حل المشاكل البحثية Scientific Research
إن وظيفة الباحث في الأساس هي حل المشكلات، لذا يجب على
الباحث أن يتعلم كيفية مواجهة المشكلات، وهنا يبرز مصطلح يعرف ب «حلقة حل
المشكلات»، وهي عبارة عن عدة خطوات:
أولًا، تحديد المشكلة
وتوصيفها توصيفًا صحيحًا:
فكلما كان توصيف المشكلة أكثر دقة كان الوصول إلى حل
لها أسهل وأسرع. مثال: إذا افترضنا أن الخلايا التي كنا نقوم بصبغها على شرائح
لفحصها تحت المايكروسكوب تستطيع أن تحيا لمدة 6
ساعات، لكن الخلايا ماتت في إحدى المرات بعد ساعتين فقط، تكون المشكلة هنا هي
«الموت المبكر للخلايا.»
ثانيًا، أن يقوم الباحث
بتجميع المعلومات والتفكير في الأسباب التي أدت إلى ما آلت إليه النتائج.
فمثلًا قد يكمُن السبب في عدم تجهيز الشرائح بالصورة المثالية كالمرات السابقة،
مما تسبّبَ في حدوث تلف للنسيج فماتت الخلايا سريعًا، وقد يكون ذلك بسبب أن
المحاليل أو الصَّبغات المستخدمة غر مطابقة للتركيزات اللازمة، وقد يكون اختلاف
درجة الحرارة بانخفاضها أو زيادتها عن المفروض هي السبب الرئيسي فيما سبق من نتائج
سلبية، وقد يكون عدم نقاوة المياه المستخدمة، كاحتوائها على بكتريا، هو سبب
المشكلة.
ثالثًا، يقوم الباحثُ بعمل فلترة للأسباب والتركيز على أكثر الأسباب
احتماليّةً. ثم التأكد من صحة فكرته .كأن يفكر مثلًا
في طريقة التشريح، فيجد أن هذه الطريقة يتم استخدامها كل مرة دون أي تغير، فيبحث
وراء سببٍ آخر، فلو كان الماء المستخدم ماءً مُقطرا وليس ماء صنبور يكون مصدر
الماء ثابت واحتماليةكونه ملوًثًا تكاد تكونمنعدمة، فينطلق إلى نقطة أخرى مثل درجة
الحرارة ويكون القيام بنفس التجربة كل مرة في نفس المكان في درجةحرارة الغرفة يعي
براءة درجة الحرارة من تلك التهمة.
يتبقى إذًا التأكد من حالة المحاليل أو الأصباغ
المستخدمة، فمن الممكن أن يكون الباحث قد أضاف كمية منالأملاح الزائدة. ولأن جودة
المحاليل قد تتغر منُ وقت لآخر، يأتي دور
رابعًا، اختبار فكرة الحل .لذا
يمكن أن يقوم الباحث بتحضر مجموعة أخرى من المحاليل، ثم تجريبها. فإن ظلّت المشكلة
كما هي، فهذا يعي أن سببًا ما، بعيدًا عمّا سبق، هو ما أثر على بقاء النسيج لوقت
أطول. وإن اختفت المشكلة، فهذا يعي أننا بالفعل نجحنا في تحديد المشكلة، ونجحنا في
التغلب عليها، وهذا ما يتم التأكد منه في
خامسًا، تقدير النتائج. فبعد
أن اختار الباحث أكثر الأسباب احتمالًا وراء المشكلة التي تواجهه، ثم فكّر في حل
مُحتمل ثم قام بتقييم مدى نجاح الفكرة في حل المشكلة، فإذا نجحت كان بها وإذا لم
تنجح فعليه أن يبحث عن حلول أخرى.
«السر لا يكمن في أني شديدُ الذكاء، بل أني
أواصل العمل على المشكلات لفترٍةٍ أطول»
-ألبرت أينشتاين
فكلما كُنتَ أقدَر على تحمُّل المشكلات، وأكثر صبرا على
مرات المحاولة، كُنتَ باحثًا أكثر جدارًةً من الآخرين ،ولعل هذا هو أهم ما جعل
أينشتاين عالما عبقرًيًا صاحب إنجازات كثرة، أدت به إلى الحصول على جائزة نوبل في
الفيزياء عام 1291.
المصادر
1.
أشرف حسين محروس، قاعة
بحث: دراسة تطبيقية، كلية الآداب - جامعة المنوفية، شبين الكوم، 2008.
2.
أحمد شلبي، كيف تكتب
بحثاً أو رسالة: دراسة منهجية لكتابة البحوث وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة، مكتبة
النهضة المصرية، القاهرة، 1976.
3.
عبد الرحمن بدوي، مناهج
البحث العلمي، وكالة محاضرات في مناهج البحث والمكتبات، وكالة المطبوعات، الكويت،
1977.
4.
دليل فراسكاتي: الممارسة
القياسية المقترحة للدراسات الاستقصائية للبحث والتنمية التجريبية، الطبعةالسادسة).
27 مايو 2012 نسخة محفوظة 24 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
5.
الحيزان،محمد عبدالعزيز.البحوث
الاعلامية.الرياض،1431
6.
ج. سكوت أرمسترونغ
وسولبرغ الأقران (1968). "في تفسير عامل تحليل". نشرة العلوم النفسية
70: 361-364
7.
تروخم، و.م.ك. مجموعة
معرفة أساليب البحث (2006)
8.
كريسويل، ج.و.
(2008). البحث التربوي: التخطيط والإدارة، تقييم والبحث الكمي والنوعي (3). أبر سادل
ريفر، نيو جيرسي: برنتس هول. 2008 ISBN 0-13-613550-1 (صفحات 8-9)
تعليقات
إرسال تعليق